You are on page 1of 11

‫بسم اللـه الرحمن الرحيم‬

‫النفخ فى‬
‫الصور‬
‫إن المد ل نمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من‬
‫يهده اللـه فل مضل له ومن يضلل فل هادى له ‪.‬‬
‫واشهد أن ل إله إلّ اللـه وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪.‬‬
‫ن إِل وَأَْنتُمْ ُمسْ ِلمُونَ ‪ [ . ‬آل عمران ‪102 -‬‬
‫‪ ‬يَاَأّيهَا الّذِينَ ءَا َمنُوا اّتقُوا اللـه َح ّق ُتقَاِت ِه وَل تَمُوتُ ّ‬
‫]‪.‬‬
‫‪ ‬يَاَأّيهَا النّاسُ اّتقُوا َربّكُمُ الّذِي َخ َل َقكُمْ ِمنْ َنفْسٍ وَاحِ َدةٍ َوخَ َلقَ ِم ْنهَا زَ ْو َجهَا وَبَثّ ِم ْنهُمَا ِرجَال‬
‫َكثِيًا وَنِسَاءً وَاّتقُوا اللـه الّذِي تَسَا َءلُونَ ِبهِ وَالَ ْرحَا َم ِإ ّن اللـه كَانَ عَ َل ْيكُمْ َرقِيبًا ‪ [ . ‬النساء ‪] 1-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬يَاَأّيهَا الّذِينَ ءَا َمنُوا اّتقُوا اللـه َوقُولُـوا َقوْل سَدِيدًا (‪ )70‬يُصْ ِلحْ لَكُـ ْم أَ ْعمَـاَلكُمْ‬
‫وََي ْغفِــرْ َلكُـمْ ُذنُوَبكُـمْ َومَـنْ يُطِـعِ اللـه وَرَسُولَـهُ َفقَــدْ فَـا َز فَوْزًا عَظِيمًا ‪. ‬‬
‫[ الحزاب ‪. ] 71 ، 70-‬‬
‫أما بعــــد ‪:‬‬
‫فإن أصدق الديث كتاب اللـه وخي الدى هدى ممد وشر المور مدثاتا وكل مدثة بدعة‬
‫وكل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار ‪.‬‬
‫أحبت ف اللـه ‪:‬‬
‫هذا هو لقاءنا الثامن مع السلسة الكرية فى رحاب الدار الخرة ونن الن على موعد مع‬
‫حدث هام يدث حي قيام الساعة أل وهو النفخ ف الصور وإليك هذه اليات الكرية ‪:‬‬
‫شرًا(‬
‫ج ِر ِميَ يَ ْومَئِذٍ زُ ْرقًا(‪)102‬يََتخَا َفتُونَ بَ ْيَنهُ ْم ِإ ْن َلبِثْتُمْ إِل َع ْ‬
‫شرُ الْمُ ْ‬
‫حُ‬‫‪ ‬يَوْمَ يُ ْن َفخُ فِي الصّورِ َونَ ْ‬
‫‪َ)103‬نحْنُ أَ ْعلَمُ بِمَا َيقُولُونَ ِإذْ َيقُولُ َأ ْمَثلُهُمْ َطرِي َق ًة ِإ ْن َلبِثْتُمْ إِل يَ ْومًا(‪)104‬وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اْلجِبَالِ‬
‫صفًا(‪)106‬ل َترَى فِيهَا عِوَجًا وَل َأ ْمتًا(‪)107‬يَ ْومَئِذٍ‬
‫صفْ َ‬
‫سفًا(‪)105‬فَيَذَرُهَا قَاعًا َ‬
‫س ُفهَا َربّي نَ ْ‬
‫َفقُلْ َينْ ِ‬
‫ت الَصْوَاتُ لِل ّرحْمَ ِن فَل تَسْمَعُ إِل هَ ْمسًا(‪ )108‬يَ ْومَئِذٍ ل َت ْنفَعُ‬
‫ش َع ِ‬
‫يَتِّبعُونَ الدّا ِع َي ل عِوَجَ َل ُه وَخَ َ‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)10‬‬

‫شفَا َعةُ إِل مَنْ َأذِ َن َلهُ ال ّرحْ َمنُ وَرَضِيَ َلهُ قَوْل(‪َ)109‬ي ْعلَمُ مَا بَ ْينَ أَيْدِيهِمْ َومَا َخ ْل َفهُمْ وَل يُحِيطُونَ ِبهِ‬
‫ال ّ‬
‫[ طه ‪. ] 110- 102 :‬‬ ‫ِعلْمًا ‪‬‬
‫فبعد أن تكلمنا آنفا عن العلمات الت ستقع بي يدى الساعة بقى لنا أن نتكلم عن قيام الساعة‬
‫والحداث الت ستقع حينذاك ‪ ،‬فالساعة على الفور تقوم بعد حدوث هذه العلمات كلها بأمر من‬
‫اللـه جل وعل لسرافيل بالنفخ ف الصور لتبدأ القيامة بأحداثها الزلزلة الروعة ‪.‬‬
‫وحت ل ينسحب بساط الوقت من تت أيدينا سريعا فسوف ينتظم حديثنا مع حضراتكم تت‬
‫هذه الوضوع ف العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ :‬ما هو الصور ؟ومن هو صاحبه؟!‬ ‫أول ً‬

‫ثانيا ً ‪ :‬نفخة الفزع ‪.‬‬


‫ثالثا ً ‪ :‬نفخة الصعق ‪.‬‬
‫فأعرن قلبك وسعك أيها البيب ‪ ،‬وتدبر جيدا ماذا يدث عند قيام الساعة ف هذا الدث الفزع‬
‫الروع أل وهو النفخ ف الصور ‪.‬‬
‫بادئ ذى بدء أبدأ بسؤال أراه على لسان كل واحد منكم ‪.‬‬

‫أول ً ‪ :‬ما هو الصور ؟! ومن هو صاحبه ؟‬

‫ما هو الصور ؟!‬


‫اسـمـع الـواب مـن سـيد الـمـرسـلـيـن ف الـحـديث الصحيح الـذى رواه‬
‫المام أحد وأبـو داود والترمذى وغيهم ‪ ،‬من حديث عبد اللـه ابـن عمرو بـن العـاص رضى‬
‫اللـه عنهمـا قـال ‪ :‬جـاء أعـراب إل النبـى فقـال يا رسـول اللـه ما الصـور ؟!‬
‫فقـال ‪ (( :‬قـرن (‪ )1‬ينفخ فيه وصاحب هذا القرن هو إسرافيل(‪. )3( )) )2‬‬
‫وف الديث الذى رواه الاكم ف الستدرك وصححه على شرط الشيخي وأقره الذهب وهو كما‬

‫‪ )(1‬القرن ‪ :‬هو البوق ول يعلم مقدار عظم هذه البوق إل الملك جل جلله ‪.‬‬
‫‪ )(2‬إسرافيل ‪ :‬ملك كريم من ملئكة الرحمن وكله ال بالنفخ فى الصور منذ أن خلق ال الخلق وخلق الصور فدفعه إلى إسرافيل‬
‫ووكله الملك بالنفخ فيه لذا فإن إسرافيل ينظر دائما إلى عرش الملك جل وعل ل يطرف بعينه منذ خلقه ال مستعد للمر من‬
‫الملك فى أى لحظة من اللحظات ‪.‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " ال نفخ فى ال صور"‬ ‫(‪)11‬‬

‫قال ‪ ،‬من حديث أب هريرة رضى اللـه عنه يقول رسول اللـه ‪ (( :‬ما أطرف صاحب الصور منذ‬
‫أن خلقه اللـه ووكله بذلك فهو ينتظر بذاء العرش (‪ )1‬ما أطرف (‪ )2‬ينتظر مت يأمر كأن عينيه‬
‫كوكبان دريان )) ‪.‬‬
‫يقول البيب الصطفى ف الديث الذى رواه أحد وأبو داود والترمذى وصححه اللبان‬
‫بشواهده من حديث أب سعيد الدرى قال قال رسول اللـه ‪ (( :‬كيف أنعم وقد التقم صاحب‬
‫القرن القرن ‪ ،‬وَ َحنَا جبهته وأصغى سعه ينتظر أن يؤمر فينفخ ؟ )) فثقل ذلك على أصحـاب النب‬
‫وشق عليهم فقالوا ‪ :‬كيف نصنع ؟ فقال ‪ (( :‬قولوا ‪ :‬حسبنا اللـه ونعم الوكيل )) وف رواية‬
‫(( قولوا ‪ :‬حسبنا اللـه ونعم الوكيل على اللـه توكلنا )) (‪. )3‬‬
‫بل وقد حدد لنا الصطفى اليوم الذى يأمر اللـه فيه إسرافيل بالنفخ ف الصور ‪ ،‬ففى الديث‬
‫الذى رواه مسلم من حديث أب هريرة رضى اللـه عنه أن النب قال ‪ (( :‬خي يوم طلعت عليه‬
‫الشمس يوم المعة فيه خلق آدم ‪ ،‬وفيه أدخل النة ‪ ،‬وفيه أخرج منها ‪ ،‬وفيه تقوم الساعة )) وف‬
‫راوية أخرى (( وفيه الصعقة فأكثروا على من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة علىّ )) (‪. )4‬‬
‫فيأمر اللـه جل وعل إسرافيل بالنفخ ف يوم جعة ‪ ،‬مت هو ؟ اللـه أعلم لننا قبل ذلك أَصّلنْا أن‬
‫القيامة لن تقوم إل على شرار اللق إذ أن رب العالي قد يرسل ريا طيبة باردة لتقبض أرواح الؤمني‬
‫علىظهر الرض حت لو دخل الؤمن ف كهف أو غار ف جبل تدخل هذه الريح لتقبض روحه ول يبقى‬
‫ف الرض إل شرار اللق ‪ ،‬وعليهم تقوم الساعة ‪.‬‬
‫ويأمر اللـه أن ينفخ النفخة الول نفخة الفزع وهذا هو عنصرنا الثان‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬نفخة الفزع‬

‫‪ )(3‬رواه أبو داود رقم (‪ )4742‬فى السنة ‪ ،‬باب فى ذكر البعث والصور ‪ ،‬والترمذى رقم (‪ )2432‬فى صفة القيامة ‪ ،‬باب‬
‫ما جاء فى شأن الصور ‪ ،‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬
‫‪ )(1‬العرش ‪ :‬يقصد به عرش الملك جل جلله ‪.‬‬
‫‪ )(2‬ما أطرف ‪ :‬لم تغمض عينه طرفة واحدة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه الترمذى رقم (‪ ، )2433‬فى صفة الجنة ‪ ،‬باب ما جاء فى شأن الصور ‪ ،‬وصححه شيخنا اللبانى فى الصحيحة (‬
‫‪ ، )1078،1079‬وهو فى صحيح الجامع (‪. )4592‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم رقم (‪ ، )854‬فى الجمعة ‪،‬باب فضل يوم الجمعة ‪ ،‬والترمذى رقم (‪ ، )488‬فى الصلة ‪ ،‬باب ما جاء فى‬
‫فضل يوم الجمعة ‪ ،‬والنسائى (‪ ، )3/89،90‬فى الجمعة ‪ ،‬باب ذكر فضل يوم الجمعة ‪.‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)12‬‬

‫قال اللـه تعال ‪:‬‬


‫ض إِل َمنْ شَاءَ ال ّلهُ وَكُ ّل َأتَ ْوهُ‬
‫ت َومَنْ فِي الَرْ ِ‬
‫‪ ‬وَيَوْ َم ُي ْن َفخُ فِي الصّورِ َف َف ِزعَ َمنْ فِي السّمَوَا ِ‬
‫[ النمل ‪. ] 87 :‬‬ ‫دَا ِخرِينَ ‪. ‬‬
‫اختلف أهل العلم ف من استثن اللـه جل جلله ‪:‬‬
‫قال بعضهم ‪ :‬إنم النبياء ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬أنم الشهداء فالشهداء أحياء عند ربم يرزقون ‪.‬‬
‫ومنهم من قال ‪ :‬هم اللئكة ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬بل هم جبيل وإسرافيل ومكائيل وعزرائيل وحلة‬
‫العرش فقط ‪.‬‬
‫ومنهم من قال ‪ :‬هم حور العي ف جنات رب العالي ‪.‬‬
‫ص ِعقَ َمنْ فِي السّمَوَاتِ‬
‫ومنهم من قال ‪ :‬نب اللـه موسى عليه السلم هوالستثن ف قوله تعال ‪  :‬فَ َ‬
‫َومَنْ فِي الَ ْرضِ إِل مَنْ شَاءَ ال ّلهُ ‪. ‬‬
‫واحتجوا على ذلك بديث صحيح رواه البخارى أنه قال ‪ (( :‬أنا أول من يفيق بعد النفخة فإذا‬
‫أنا بوسى آخذ بالعرش فل أدرى أكان من أفاق قبلى أم كان من استثناهم اللـه جل جلله )) ‪.‬‬
‫لذا فأنا أقول بأن الزم بن استثن اللـه ف هذه الية غي دقيق ‪ ،‬فإذا كان معلم البشرية كلها ل‬
‫يزم لنب اللـه موسى ‪ ،‬إذا كان النب سكت عن ذلك فل ينبغى لهل العلم قاطبة أن يزموا لن‬
‫استثناهم اللـه ف الية فعلم اللـه ل ينال إل بالب الصحيح عن رسول اللـه ‪.‬‬
‫ففزع من ف السموات ومن ف الرض ‪!!..‬‬
‫أى تنفك كل صلت الكون وروابطه ‪ ،‬تتزلزل الرض كالقنديل العلق ف سقف السجد وترتج‬
‫بأهلها رجّات عنيفة مزلزلة ‪ ،‬ما من أحد يسمع هذه الصيحة إل وقد رفع لينا ‪ -‬أى رفع صفحة عنقه‬
‫وأما من أخرى يستمع إل هذه الصيحة الت قد أفزعت كل حى من أهل السماء ومن أهل الرض‬
‫تصور معى هذه الشاهد الت تلع القلب لتقف علىحجم وكم هذا الفزع الذى ل نسيح له البتة ‪،‬‬
‫فالشمس قد ذهب ضياءها ‪ ،‬والكواكب ما عادت تضئ ‪ ،‬تناثرت هنا وهناك وتزقت بأمر اللـه ‪.‬‬
‫البحار والنار ما عادت توى بطونا ماء ‪ ،‬فماءها تول نار أجاج ‪ ،‬البـال من أرسـاها جعلها‬
‫دكاء ‪ ،‬أصبحت الن قطع متناثرة كالعهن النفوش ‪.‬‬
‫ولك أن تعيش هذه الحداث بقلبك وعقلك وكيانك حت تقف على الول الذى سينتاب هذه‬
‫الرض الت تراها الن ‪ ،‬تأمل هاتي اليتي ‪:‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " ال نفخ فى ال صور"‬ ‫(‪)13‬‬

‫‪ِ ‬إذَا ُزْل ِزلَتِ الَرْضُ ِزْلزَاَلهَا(‪)1‬وََأ ْخ َرجَتِ الَ ْرضُ َأْثقَاَلهَا ‪‬‬
‫[ الزلزلة ‪.] 2 ،1 :‬‬
‫تصور معى قول النب ‪ (( :‬من سره أن ينظر إل يوم القيامة كأنه رأى العي فليقرأ إذا الشمس‬
‫كورت وليقرأ إذا السماء انفظرت وليقرأ إذا السماء انشقت )) (‪. )1‬‬
‫فلنقرأ معا قول اللـه تعال ‪ِ  :‬إذَا الشّمْسُ ُكوّرَتْ(‪)1‬وَِإذَا النّجُومُ اْنكَدَرَتْ(‪َ )2‬وِإذَا اْلجِبَالُ‬
‫شرَتْ(‪)5‬وَِإذَا الِْبحَارُ سُجّرَتْ(‪)6‬وَِإذَا الّنفُوسُ‬
‫سُيّرَتْ(‪)3‬وَِإذَا اْلعِشَارُ ُعطّلَتْ(‪َ )4‬وِإذَا الْ ُوحُوشُ ُح ِ‬
‫ش َرتْ(‪)10‬وَِإذَا السّمَاءُ‬
‫حفُ نُ ِ‬
‫زُ ّوجَتْ(‪)7‬وَِإذَا الْمَوْءُودَةُ سُِئلَتْ(‪)8‬بِأَيّ َذنْبٍ قُِت َلتْ(‪)9‬وَِإذَا الصّ ُ‬
‫[‬ ‫ضرَتْ ‪‬‬
‫ت َنفْسٌ مَا َأحْ َ‬
‫جّنةُ أُزِْل َفتْ(‪َ )13‬علِ َم ْ‬
‫شطَتْ(‪َ )11‬وِإذَا اْلجَحِيمُ ُس ّع َرتْ(‪)12‬وَِإذَا الْ َ‬
‫ُك ِ‬
‫التكوير ‪.] 1،14 :‬‬
‫‪ِ ‬إذَا الشّمْسُ ُكوّرَتْ ‪ ‬بعد هذه النفخة يدث انقلب هائل ف الكون عامة ‪ ،‬فتكوير الشمس هو أن‬
‫الشمس الت تدنا الن بالضوء والدفء والرارة كل هذا ينسحب ‪ ،‬وتظلم الشمس الت يضرب‬
‫بضوءها كل ضياء ‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬أى جعت ووضعت تت العرش ‪.‬‬
‫ف صحيح مسلم من حديث أب ذر أن النب نظر يوما إل الشمس فقال لصحابه ‪ (( :‬أتدرون‬
‫أين تذهب هذه الشمس )) قالوا ‪ ،‬اللـه ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ (( :‬إنا ترى حت تنتهى إل مستقرها‬
‫تت العرش فتخر ساجدة ل جل وعل )) (‪. )2‬‬
‫‪ ‬وَِإذَا النّجُومُ اْنكَدَرَتْ ‪ ‬أظلمت وتناثرت وذهب ضياءها ‪ ‬وَِإذَا اْلجِبَالُ سُيّرَتْ ‪ ، ‬البال العملقة‬
‫الراسية ف الرض حينذاك يدكها اللك جل جلله ف الرض وتتحول إل قطع صغية متناثرة كالعهن‬
‫النفوش أى كالصوف النفوش ‪.‬‬
‫سبحان اللـه!! تدبر جيدا قول اللك ‪:‬‬
‫صفًا(‪)106‬ل َترَى فِيهَا‬
‫صفْ َ‬
‫سفًا(‪َ )105‬فيَذَرُهَا قَاعًا َ‬
‫س ُفهَا َربّي َن ْ‬
‫جبَا ِل َف ُقلْ يَ ْن ِ‬
‫‪ ‬وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْ ِ‬
‫شعَتِ الَصْوَاتُ لِل ّرحْمَنِ فَل تَسْ َم ُع إِل‬
‫ج َلهُ َوخَ َ‬
‫عِ َوجًا وَل َأ ْمتًا(‪)107‬يَ ْو َمئِذٍ َيتِّبعُونَ الدّاعِيَ ل عِوَ َ‬
‫‪ ،‬ورواه المام أحمد فى المسند رقم (‬ ‫إذا الشمس كورت‬ ‫‪ )(1‬رواه الترمذى رقم (‪ ، )3330‬فى التفسير ‪ ،‬باب ومن سورة‬
‫‪ ، )4816،4934،4941،5855‬والحاكم (‪ )2/515‬وصححه ووافقه الذهبى وهو كما قال ‪ ،‬وصححه شيخنا اللبانى فى‬
‫الصحيحة رقم (‪ ، )1081‬وهو فى صحيح الجامع رقم (‪. )6293‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخارى رقم ( ‪ )4802‬فى تفسير سورة يس ‪ ،‬ومسلم رقم (‪ )159‬فى اليمان ‪ ،‬باب بيان الزمن الذى ل يقبل فيه‬
‫إيمان ‪ ،‬والترمذى رقم ( ‪ )3225‬فى التفسير ‪ ،‬باب ومن سورة يس ‪.‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)14‬‬

‫شفَا َعةُ إِل مَنْ َأذِنَ َلهُ ال ّرحْ َمنُ وَرَضِيَ َلهُ قَوْل(‪َ)109‬ي ْعلَمُ مَا بَ ْينَ أَيْدِيهِمْ‬
‫هَ ْمسًا(‪)108‬يَ ْومَئِذٍ ل تَ ْنفَعُ ال ّ‬
‫حيّ اْل َقيّومِ َوقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ُظلْمًا ‪. ‬‬
‫َومَا َخ ْل َفهُمْ وَل يُحِيطُونَ ِبهِ ِع ْلمًا(‪)110‬وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِ ْل َ‬
‫[ طه ‪. ]105،111 :‬‬
‫‪ ‬وَِإذَا اْلعِشَارُ ُعطّلَتْ ‪ ‬العشار ‪ :‬هى النوق وهى من أغلى ما يتلكه العرب ف الزيرة العربية ‪.‬‬
‫إذا سع الناس وأهل الرض جيعا نفخة الفزع‪ ،‬فل ينظر الرجل إل هذه النوق ‪ ،‬ما عادت تثل له‬
‫شئ أنذاك لنه حدث لم ما يشغلهم عن زخارف الدنيا ‪.‬‬
‫شرَتْ ‪ : ‬السباع الفترسة إل جوار الليفة ما عاد الوديع يشى الفترس !!‬
‫‪ ‬وَِإذَا الْ ُوحُوشُ حُ ِ‬
‫‪ ‬وَِإذَا الِْبحَا ُر ُسجّرَتْ ‪ : ‬سبحان اللـه! حت الياه الت كانت سببا للحياة يولا اللـه إل حم ‪،‬‬
‫كتل نارية يعود الاء إلىأصله ‪ -‬الكسجي والنيتروجي ‪ -‬فيتحول الاء إلىنار مشتعلة متأججة ‪.‬‬
‫‪ ‬وَِإذَا الّنفُوسُ ُزوّجَتْ ‪ : ‬زوجت أرواح الؤمني بالور العي ف جنات رب العالي ‪ ،‬أو قرنت‬
‫الرواح بالجساد أو قرن الكافرون بالشياطي‪.‬‬
‫‪ ‬وَِإذَا الْمَوْءُو َد ُة ُسِئلَتْ(‪)8‬بِأَيّ َذنْبٍ قُِت َلتْ ‪ : ‬وإذا سئل عن قتل الوءودة أى ذنب اقترفته هذه‬
‫البيئة لتقتل بذا الظلم والعدوان ‪.‬‬
‫ش َرتْ ‪ : ‬تنشر الصحف للقراءة‬
‫حفُ نُ ِ‬
‫‪ ‬وَِإذَا الصّ ُ‬
‫‪‬وَِإذَا السّمَاءُ ُكشِ َطتْ ‪ : ‬أى طويت كطى السجل للكتب ‪ ،‬يطويها اللك بيمينه ‪ ،‬سبحان اللـه!‬
‫ول ل وهو رفعها بل عمد ‪!!..‬‬
‫‪ ‬وَِإذَا اْلجَحِيمُ سُعرَتْ ‪ ‬أى تأججت واشتعلت نيانا وجاءت تتلمظ وهى تقول هل من مزيد ؟!‬
‫هل من مزيد ؟!‬
‫جّنةُ أُزِْلفَتْ ‪ : ‬قربت للموحدين ‪ ،‬قربت للمتقي ‪ ،‬قربت للمؤمني‪.‬‬
‫‪ ‬وَِإذَا الْ َ‬
‫ضرَتْ ‪ : ‬علم كل واحد حقيقة أقواله وحقيقة أعماله ‪ ،‬سترى كل أعمالك ‪..‬‬
‫‪ ‬عَ ِلمَتْ َنفْسٌ مَا أَحْ َ‬
‫سترى كل شئ قدمته من قول أو فعل ‪ ،‬قد سطر عليك ‪ ‬فِى ِكتَابٍ عنْدَ َربّى ل يَضِلّ َربّى وَل يَنسَى ‪. ‬‬
‫وسألق ذلك بالتفصيل إن قدر لنا اللـه البقاء واللقاء ‪.‬‬
‫تدبر جيدا هذه اليات ‪..‬‬
‫ج َرتْ(‪َ )3‬وِإذَا اْل ُقبُو ُر ُب ْعِثرَتْ(‬
‫‪ِ ‬إذَا السّمَاءُ اْنفَ َطرَتْ(‪)1‬وَِإذَا الْكَوَاكِبُ اْنتََث َرتْ(‪َ )2‬وِإذَا اْلبِحَارُ ُف ّ‬
‫‪َ )4‬علِ َمتْ َنفْسٌ مَا قَ ّدمَتْ وََأ ّخرَتْ ‪‬‬
‫[ النفطار ‪.] 5 ،1 :‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " ال نفخ فى ال صور"‬ ‫(‪)15‬‬

‫شقّتْ(‪)1‬وََأ ِذنَتْ ِل َرّبهَا وَ ُحقّتْ(‪َ )2‬وِإذَا الَ ْرضُ مُدّتْ(‪)3‬وَأَْل َقتْ مَا فِيهَا وََتخَلّتْ(‬
‫‪ِ ‬إذَا السّمَاءُ انْ َ‬
‫‪َ )4‬وَأ ِذنَتْ ِل َرّبهَا َو ُحقّتْ ‪‬‬
‫[ النشقاق‪] 5- 1 :‬‬
‫ض َعةٍ َعمّا‬
‫‪ ‬يَاَأّيهَا النّاسُ اّتقُوا َربّكُمْ إِنّ َزْل َزَلةَ السّا َعةِ شَيْءٌ َعظِيمٌ(‪)1‬يَوْمَ َترَوَْنهَا تَذْهَلُ كُلّ ُمرْ ِ‬
‫ت حَمْلٍ حَمْ َلهَا وََترَى النّاسَ سُكَارَى َومَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنّ عَذَابَ اللّهِ‬
‫ضعَتْ وَتَضَعُ كُلّ ذَا ِ‬
‫أَرْ َ‬
‫شَدِيدٌ ‪‬‬
‫[ الج ‪. ] 2 ، 1 :‬‬
‫تدبر وتصور جيدا هذه الشاهد لتقف على حجم اللع العظيم والفزع الذى يدث يوم زلزال‬
‫القيامة الكبي الذى ل شبيه له البتة ‪.‬‬
‫سبَنّ ال ّلهَ غَافِل َعمّا َيعْمَ ُل الظّالِمُونَ إِنّمَا يُ َؤ ّخرُهُمْ لَِيوْ ٍم َتشْخَصُ فِيهِ الَبْصَارُ(‪ُ )42‬م ْه ِط ِعيَ‬
‫‪ ‬وَل َتحْ َ‬
‫ُم ْقِنعِي رُءُو ِسهِمْ ل َي ْرتَدّ إَِل ْيهِمْ َط ْر ُفهُمْ وََأفْئِ َدُتهُمْ هَوَاءٌ(‪َ )43‬وأَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِ ُم اْلعَذَابُ َفَيقُولُ‬
‫الّذِينَ ظَ َلمُوا َربّنَا َأ ّخ ْرنَا إِلَى َأجَلٍ َقرِيبٍ ُنجِبْ دَعْ َوتَكَ َونَتّبِعِ ال ّرسُلَ أَ َولَمْ َتكُونُوا أَ ْقسَمْتُمْ ِمنْ قَبْلُ مَا‬
‫ض َربْنَا‬
‫سهُمْ وَتََبّينَ َلكُمْ َك ْيفَ َف َعلْنَا ِبهِمْ وَ َ‬
‫لَكُمْ ِمنْ زَوَالٍ(‪َ )44‬وسَ َكنْتُمْ فِي َمسَا ِكنِ الّذِينَ ظَ َلمُوا أَْن ُف َ‬
‫لَكُمُ ا َلمْثَالَ(‪)45‬وَقَدْ َم َكرُوا َم ْكرَهُ ْم وَعِنْدَ ال ّلهِ َم ْكرُهُمْ وَإِنْ كَانَ َم ْك ُرهُمْ ِلتَزُولَ مِ ْنهُ اْلجِبَالُ(‪)46‬فَل‬
‫حسََب ّن ال ّلهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ ُرسُ َلهُ إِنّ ال ّلهَ َعزِيزٌ ذُو اْنِتقَامٍ(‪)47‬يَوْمَ تُبَ ّدلُ الَرْضُ غَ ْيرَ الَ ْرضِ‬
‫تَ ْ‬
‫صفَادِ(‪َ )49‬سرَابِي ُلهُمْ‬
‫ي فِي الَ ْ‬
‫وَالسّمَوَاتُ وََبرَزُوا ِل ّلهِ الْوَاحِدِ اْل َقهّارِ(‪)48‬وََترَى الْ ُمجْ ِر ِميَ يَ ْومَئِذٍ ُم َق ّرنِ َ‬
‫[ إبراهيم ‪.] 42،50 :‬‬ ‫مِنْ قَ ِطرَانٍ َوَتغْشَى ُوجُو َههُمُ النّارُ ‪‬‬
‫قف مع قول اللـه جل وعل ‪  :‬وََأ ْفئِدَُتهُمْ هَوَاءٌ ‪ ‬أى من فزع وهلع اليوم الوعود ‪ ،‬أفئدتم خلت‬
‫من القلوب ‪ ،‬أين القلوب ؟!! خرجت من الصدور ‪ ،‬إل أين ؟!! إل الناجر ‪ ...‬لاذا ؟!! من الفزع !!‬
‫حنَا ِجرِ ‪‬‬
‫‪ ‬وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الزِ َفةِ ِإذِ اْلقُلُوبُ لَدَى الْ َ‬
‫اللـه أكب ‪ ...‬يرج القلب من مكانه ف الصدر إل النجرة من شدة الول واللع والفزع ‪.‬‬
‫أى فزع هذا ؟!! أى هلع هذا ؟!! قمة الول !! قمة الفزع !! وهذا تصور قاصر ‪ ،‬لكن لو تدبرت‬
‫العان أعطاك اللـه جل جلله قدر صفاءك وإخلصك وصدقك لتقف على حجم هذه الشاهد الروعة‬
‫‪.‬‬
‫هذه النفخة تضى فترة من الزمن ‪ ...‬هل تعلمها ؟ ‪ ..‬بالطبع ل‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)16‬‬

‫فقد ثبت من حديث أب هريرة أنه قال ‪ (( :‬بي النفختي أربعون )) قالوا ‪ :‬يا أبا هريرة أربعون‬
‫يوما ‪ ،‬قال ‪ :‬أبيت ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أربعون شهرا ‪ ،‬قال ‪ :‬أبيت ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أربعون سنة ‪ ،‬قال ‪ :‬أبيت ‪.‬‬
‫ما معن أبيت ؟ قال أبيت أن أسأل عن ذلك رسول اللـه (‪. )1‬‬
‫َفعِلْم هذه الربعي عند رب العالي ‪ ،‬وبعد الربعي يأمر اللـه جل وعل إسرافيل أن ينفخ ف‬
‫الصور النفخة الثانية وهذا هو عنصرنا الثالث ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬نفخة الصعق‬

‫اختلف أهل العلم فمنهم من قال ‪ :‬ينفخ إسرافيل نفختي اثنت الول نفخة الفزع والثانية الصعق ف‬
‫آن واحد ‪.‬‬
‫وتبن هذا الرأى الافظ ابن حجر والمام القرطب ف التذكرة وقال ‪ :‬بأن الصعق ملزم للفزع‬
‫الكب ‪ ،‬أى فزعوا فزعا ماتوا منه ‪ ،‬ولذا فالافظ والمام القرطب قال ‪ :‬نفختي اثنتي ف آن واحد ‪.‬‬
‫وذهب شيخ السلم ابن تيمية والافظ ابن كثي والمام ابن العرب إل أن اللـه يأمر إسرافيل أن‬
‫ينفخ ف الصور نفخة الفزع الكب ونفخة الصعق ونفخة البعث ‪ ،‬وهذا هو الذى أميل إليه لن صريح‬
‫القرآن يقول ذلك فلقد فرق اللـه ف صريح القرآن بي نفخة الفزع ‪ ،‬ونفخة الصعق ‪ ،‬ونفخة البعث ‪،‬‬
‫خ فِي الصّورِ َف َفزِعَ مَنْ فِي السّمَوَاتِ َومَنْ فِي الَ ْرضِ إِل مَنْ شَاءَ ال ّلهُ ‪. ‬‬
‫إذ يقول ‪ ‬وَيَوْمَ يُ ْنفَ ُ‬
‫[ النمل ‪. ] 87 :‬‬
‫صعِقَ مَنْ فِي السّ َموَاتِ َومَنْ فِي الَرْضِ إِل َمنْ شَا َء ال ّلهُ ‪. ‬‬
‫وقال ‪ ‬وَُن ِفخَ فِي الصّورِ فَ َ‬
‫[ الزمر ‪. ] 68 :‬‬
‫[ الزمر ‪:‬‬ ‫ث قال بعدها عن نفخة البعث ‪ ‬ثُمّ ُن ِفخَ فِيهِ أُ ْخرَى فَِإذَا هُ ْم ِقيَامٌ يَ ْن ُظرُونَ ‪. ‬‬
‫‪. ] 68‬‬
‫ولقد اختلف أهل العلم فيمن استثناهم اللـه ‪ ،‬منهم من قال هم ‪ :‬اللئكة ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬هم‬
‫جبيل وإسرافيل ومكائيل وعزرائيل وحلة العرش فقط ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬هم الشهداء ‪ ،‬فالشهداء أحياء‬
‫عند ربم يرزقون ومنهم من قال ‪ :‬هم الور العي ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬إن نب اللـه موسى عليه السلم‬

‫‪ )(1‬رواه البخارى رقم (‪ ، )4814‬فى تفسير سورة الزمر ‪ ،‬ومسلم رقم (‪ ، )2955‬فى الفتن ‪ ،‬باب ما بين النفختين ‪،‬‬
‫والموطأ (‪ ، )1/239‬فى الجنائز ‪ ،‬وأبوداود رقم (‪ ، )4743‬فى السنة ‪ ،‬والنسائى (‪ ، )4/111‬فى الجنائز ‪ ،‬باب أرواح‬
‫المؤمنين ‪.‬‬
‫فى رحاب الدار الخرة " ال نفخ فى ال صور"‬ ‫(‪)17‬‬

‫صعِقَ مَنْ فِي السّ َموَاتِ َومَنْ فِي الَرْضِ إِل َمنْ شَا َء ال ّلهُ ‪ ، ‬واحتجوا على‬
‫هو الستثن ف قوله تعال ‪ :‬فَ َ‬
‫ذلك بديث صحيح رواه البخارى أنه قال ‪ (( :‬أنا أول من يفيق بعد النفخة فإذا أنا بوسى آخذ‬
‫بالعرش فل أدرى أكان من أفاق قبلى أم كان من استثناهم اللـه جل وعل )) ‪.‬‬
‫ولذا فأنا أقول بأن الزم بن استثن اللـه ف هذه الية غي دقيق ‪ ،‬إذا كان الصطفى ل يزم لنب‬
‫اللـه موسى يقول فل أدرى أكان موسى من أفاق قبلى أم كان من استثناهم اللـه جل وعل ‪.‬‬
‫فإذا كان الصطفى ل يزم لنب اللـه موسى فل ينبغى لحد بعد الصطفى من أهل العلم قاطبة أن‬
‫يزم لن استثناهم اللـه ف الية ‪ ،‬فعلم اللـه ل ينال إل بالب الصحيح عن رسول اللـه ‪.‬‬
‫ص ِعقَ َمنْ فِي السّمَوَاتِ َومَ ْن فِي الَ ْرضِ إِل مَ ْن شَاءَ اللّهُ ‪ ‬صعق أى مات كل‬
‫خ فِي الصّورِ فَ َ‬
‫‪ ‬وَُنفِ َ‬
‫حى وبقى الى الذى ل يوت ‪.‬‬
‫ورد ف حديث الصور الطويل الذى رواه البيهقى والطبان والطبى وابن أب حات وغيهم ‪،‬‬
‫وللمانة العلمية الت اتفقنا عليها وأَصّلناه من قبل فإن الديث بطوله ضعيف ‪ ،‬ومدار ضعفه على إساعيل‬
‫بن رافع ‪ ،‬وهو ضعيف كما قال علماء الرح والتعديل ف هذا الديث ‪ (( :‬يأتى ملك الوت للملك‬
‫فيقول الَلِك لِ َملَك الوت يا ملك الوت من بقى ؟ ‪ -‬وهو أعلم جل جلله ‪ -‬فيقول ‪ :‬بقى جبيل‬
‫وإسرافيل وميكائيل وحلة العرش وبقيت أنا ‪ ،‬فيقول اللك ليمت جبيل ‪ -‬لم المر ‪ -‬ليمت‬
‫إسرافيل ليمت حلة العرش ‪ ،‬ويبقى ملك الوت فيأتى للملك فيقول له اللك ‪ :‬من بقى يا ملـك‬
‫الـوت ؟ فيقـول ‪ :‬بقيـت أنا ‪ ،‬فيقـول اللـك ‪ :‬أنـت خلق من خلقى وخلقتـك لا ترى‬
‫فمت يا ملك الوت فيموت ويبقى الق الذى ل يـوت )) ‪.‬‬
‫سبحان ذى اللك واللكوت ‪ ،‬سبحان ذى العزة والبوت ‪ ،‬سبحان الذى كتب الوت على جيع‬
‫اللئق وهو الى الباقى الذى ل يوت ‪.‬‬
‫ماتت اللئكة ‪ ...‬مات جبيل ‪ ...‬مات إسرافيل ‪ ...‬مات ميكائيل ‪ ...‬مات ملك الوت ‪ ...‬مات‬
‫حلة العرش‬
‫مات اللوك ‪ ..‬مات الزعماء ‪ ..‬مات الرؤساء ‪ ..‬مات الوزراء ‪ ...‬مات الغنياء ‪ ..‬مات‬
‫الفقراء ‪ ..‬مات الصالون ‪ ..‬مات الطالون ‪ ...‬مات ذوو المم والغايات النبيلة ‪ ..‬مات البناء‬
‫الريصون على الياة بأى ثن ‪ ..‬الكل يوت ‪ُ ‬ك ّل َمنْ َع َل ْيهَا فَانٍ(‪)26‬وََي ْبقَى وَ ْجهُ رَبّكَ ذُو اْلجَللِ‬
‫وَالِ ْكرَامِ ‪ [ ‬الرحن ‪. ] 27 - 26 :‬‬
‫خطب الشيخ ‪ /‬محمد حس ان‬ ‫(‪)18‬‬

‫ويبقى اللك فيطوى السموات والرض بيمينه ويهتف بصوته جل جلله ويقول أنا اللك ‪ ،‬أين‬
‫البارون ؟ أين التكبون ؟ ث يقول جل جلله لن اللك اليوم ؟! لن اللك اليوم ؟! لن اللك اليوم ؟!‬
‫فل ييبه أحد فيجيب علىذاته ل الواحد القهار ‪.‬‬
‫ش ُي ْلقِي الرّوحَ مِ ْن َأ ْم ِرهِ َعلَى مَنْ يَشَاءُ ِمنْ ِعبَا ِدهِ‬
‫يقول جل جلله ‪َ  :‬رفِيعُ الدّ َرجَاتِ ذُو اْل َع ْر ِ‬
‫خفَى َعلَى ال ّلهِ ِم ْنهُمْ َشيْءٌ لِ َمنِ الْ ُملْكُ اْليَوْمَ ِل ّلهِ الْوَاحِدِ‬
‫لُِينْذِرَ يَوْمَ التّلقِ(‪)15‬يَوْمَ هُمْ بَارِزُو َن ل يَ ْ‬
‫اْل َقهّارِ ‪‬‬
‫[ غافر ‪.] 16-15 :‬‬
‫أين الظالون ؟! أين الطالون ؟! أين الصالون ؟! أين الفراعنة ؟! أين القياصرة ؟! أين الكاسرة ؟!‬
‫أين فرعون ؟! أين هامان ؟! أين قارون ؟! ‪.‬‬
‫أين من اغتروا بالكراسى الزائلة ؟! أين من فتنوا بالناصب الفانية ؟!‬
‫أين من اغتروا بالموال والعمارات ؟! أين من اغتروا بالسيارات والدولرات ؟!‬
‫أين الظالون ؟!! أين التابعون لم ف الغى ؟‬
‫وذكرهـم فى الورى ظلم وطغيان‬ ‫أين من دوخوا الدنيا بسـطوتهم ؟!‬
‫أو هل نجا منه بالسلطان إنسـان؟‬ ‫هل أبقى الموت ذا عزٍ لعــزته ؟!‬
‫الكل يفنى فل إنـــس ول جان‬ ‫ل والذى خلق الكوان من عــدم‬
‫قال جل وعل ‪ُ  :‬ك ّل َمنْ َع َل ْيهَا فَانٍ(‪)26‬وََي ْبقَى وَ ْجهُ رَبّكَ ذُو اْلجَللِ وَا ِل ْكرَامِ ‪ ، ‬وقال ‪ُ  :‬كلّ‬
‫شَيْءٍ هَالِكٌ إِل وَ ْج َههُ ‪‬‬
‫[ القصص ‪. ] 88 :‬‬
‫مهما عشت فأنت راحل ‪ ،‬مهما أحببت فأنت مفارق ‪ ،‬مهما جعت فأنت تارك ‪.‬‬
‫فيا أخى الكري ‪ :‬يا من أجلسك اللـه علىالكرسى ‪ ،‬يا من هيأ اللـه لك النصب ‪ ..‬ورب الكعبة‬
‫‪ -‬أبذلا بكل حب وإخلص ‪ -‬إن الكرسى زائل وإن النصب فان ‪ ،‬وإن الى جل جلله هو الباقى ‪،‬‬
‫واعلم بأنك راحل ‪ ..‬فإياك أن تغتر بنصبك ‪ ،‬وإياك أن تفت بكرسيك فل تستغل الكرسى إل ف‬
‫مرضاة اللـه وطاعته‪ ،‬واعلم بأن الكرسى إما أن يقربك إل اللـه ث النة بإذن اللـه ‪ ،‬وإما أن يبعدك‬
‫عن اللـه ويقذفك ف النار والعياذ باللـه ‪ ،‬فاتذ الكرسى وسيلة إل جنة العزيز الغفار ‪.‬‬
‫انظر أيها البيب نظرة التمحيص إل من سبقك لو دام الكرسى لغيك واللـه ما وصل إليك ‪.‬‬
‫حريصـا على الدنيا وللموت ناسيا‬ ‫أيــا عبــدُ كَمْ يراك ال عاصيا‬
‫فى رحاب الدار الخرة " ال نفخ فى ال صور"‬ ‫(‪)19‬‬

‫صيَا‬
‫ويوما عبوسا تشيـب فيه النوا ِ‬ ‫أنسـيت لقاء ال واللحد والثرى‬
‫عرْيانـا ولـو كان كاسيا‬
‫تجرد ُ‬ ‫لو أن المرء لم يلبس ثياب التقى‬
‫لكان رسـول اللـه حيا وباقيا‬ ‫ولو أن الدنيا تدوم لهلها‬
‫وتبقـى الذنـوب كما هــــى‬ ‫ولكنها تفنى ويفنى نعيمهـــــا‬
‫وتدبر قول القائل ‪:‬‬
‫خطْـبُ الجليــل‬
‫وأظلك ال َ‬ ‫يا نفـس قد أزف الرحيــــل‬
‫بك المـل الطـويل‬ ‫فتأهبى يـا نـفس ل يلعـب‬
‫الخليـل به الخليل‬ ‫فلتنزلن بمنزل ينسى‬
‫الثـــــرى حمل ثقيـل‬ ‫وليركبـن عليـك فيــــه من‬
‫يبقى العـزيــز ول الذليـــل‬ ‫قرن الفناء بنا جميعـا‬
‫فــــــل‬
‫إنا القيقة الكبى الت تعلن على مدىالزمان والكان ف أذن كل سامع ‪ ،‬وعقل كل مفكر‬
‫وأديب ‪ ،‬أنه ل بقاء إل للحى الذى ل يوت ‪ ،‬إنا القيقة الت تصبغ البشرية كلها بصبغة العبودية ‪،‬‬
‫والذل لقهار السموات والرض إنا القيقة الت تسربل با طوعا وكرها الصالون والطالون ‪ ،‬وشرب‬
‫كأسها النبياء والرسلون إنا القيقة الكبى ف هذا الوجود بعد كلمة الخلص ‪ ،‬كلمة التوحيد ‪،‬‬
‫كلمة ل إله إل اللـه ‪.‬‬
‫فيا أيها الحبة الكرام ‪:‬‬
‫إن الياة على ظهر هذه الرض موقوتة مدودة بأجل ث تأتى نايتها حتما ‪ ،‬فيموت الصالون‬
‫والطالون ‪ ،‬يوت الجاهدون والقاعدون ‪ ،‬يوت ذو الهتمامات العالية والغايات النبيلة ويوت التافهون‬
‫الريصون علىالدنيا بأى ثن ‪.‬‬
‫[‬ ‫قال تعال ‪ُ  :‬ك ّل َمنْ َع َل ْيهَا فَانٍ(‪)26‬وََي ْبقَى وَ ْجهُ رَبّكَ ذُو اْلجَللِ وَا ِل ْكرَامِ ‪‬‬
‫الرحن ‪. ] 26،27 :‬‬
‫ص ِعقَ َمنْ فِي السّمَوَاتِ َومَ ْن فِي الَ ْرضِ إِل مَ ْن شَاءَ اللّهُ ‪. ‬‬
‫خ فِي الصّورِ فَ َ‬
‫‪ ‬وَُنفِ َ‬
‫[ الزمر ‪. ] 68 :‬‬

‫‪ ..........‬الدعـــــــــاء‬

You might also like