You are on page 1of 22

‫تاثير تخطيط المدينة على تلوث البيئة‬

‫التلوث في المدينة الناتج عن عدم االلتزام بمعايير التخطيط‬


‫مدينة الكوت (منطقة داموك ) انموذجا‬

‫م ‪.‬د‪ .‬إحسان عباس جاسم‬

‫مقدمة‬
‫شهدت العقود الماضية اهتماما عظيما ومتصاعدا بقضايا البيئة ال دراك البشرية ان حياتها‬
‫تتوقف على البيئة‪ ،‬وان هذه للبيئة تعرضت وتتعرض على نحو متواصل لعمليات يمكن ان تهدد‬
‫مستقبله وان تعطل مسيرة أجياله ‪ .‬ومع التغير في اتجاهات التفكير بدء البحث عن مسببات تلوث‬
‫البيئة ومعالجتها ‪ ,‬ومن هذه المسببات برزت المدن كأكبر مسبب للتلوث ‪ ..‬فالمدن مكان إلنتاج‬
‫واستهالك أكثر البضائع الصناعية‪ ،‬فهي تستهلك ثالثة أرباع طاقة العالم وتسبب على األقل ثالثة‬
‫أرباع التلوث في األرض ‪ .‬و تسبب هذا االسراف في استخدام الموارد الطبيعية ‪ ،‬والمياه والطاقة‬
‫التي نتجت عن عمليات البناء الكثيرة والمعقدة كميات كبيرة من الضجيج والتلوث والمخلفات‬
‫الصلبة‪ ,‬و استهالك للمجال الطبيعي الذي يعد رئة األرض كلها وليس المدينة فقط‪ ,‬واثرت على‬
‫البيئية سلبيا ودمرت النظم اإليكولوجية‪ ،‬وسببت زيادة التفاوت االجتماعي والتسبب في الجزر‬
‫الحرارية الحضرية والتي تتسبب في تغير المناخ‪ ,‬ومن هنا علت العديد من األصوات التي نادت‬
‫بأهمية تحقيق استدامة المدن ‪ ,‬وإليجاد مدن بيئية مستدامة تقلل التلوث إلى حده األدنى البد من‬
‫تخطيط حضري بيئي فاعل ‪ .‬واذا تأثيرات البيئة الحضرية حتمية على البيئة فالبد من إيجاد‬
‫طرق لتقليل هذه التأثيرات إلى الحد األدنى‪.‬‬
‫إن البحث جاء ليلقي الضوء على هذه العالقة بين التخطيط الحضري تلوث البيئة وكيف‬
‫يمكن من خالل الوعي بهذه العالقة وااللتزام بمتطلباتها تقليل التلوث فضال عن توفير بيئة مالئمة‬
‫للعيش‬

‫مشكلـة البـحث‪:‬‬
‫تعرضت البيئة في المدن العراقية عامة ومنها مدينة الكوت الى ضرر كبير واضح في البيئة قد‬
‫يكون جزء كبير منها نتيجة عدم اتباع المنهج العلمي الصحيح وااللتزام باألبعاد التخطيط في‬
‫تنمية المدينة‬
‫أهـداف البحـث‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة الى القاء الضوء توضيح اهم اآلثار البيئة السلبية التي تنتج عند اهمال‬
‫محددات التخطيط في انشاء وادارة المدن طرح بعض المعالجات التخطيطية لحل وتقليل االثار‬
‫السلبية على البيئة ‪ .‬كما يهدف البحث لزيادة الوعي للمشاكل التي تنتج عن عدم كفاءة التخطيط‬
‫وتحشيد المشاركة المجتمعية في التخطيط ‪.‬‬
‫فرضـية البحـث‪:‬‬
‫فالبحث يفترض وجود عالقة بين التخطيط الحضري وتلوث المدينة وان تجاهل وعدم‬
‫االلتزام بالمعايير والمحددات التخطيطية يسبب تلوث كبير في المدن‬
‫االبعاد الدراسة المكانية و الزمانية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫تشمل الدراسة محلتي الضباط والحقوقيين في قطاع داموك وضمن حدود التصميم‬
‫االساس لمدينة الكوت ‪ ,‬اما االبعاد الزمانية لمنطقة الدراسة فهي الوقت الحالي اي سنة‪. 2014‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫اعتمد البحث منهجا ً وصفيا ً – تحليليا ً خالل الدراسة الميدانية التي تضمنت مسحا ً ميدانيا ً‬
‫الستعماالت األرض‪ ، ،‬والتوصل من خالل تحليل نتائجهما الى مجموعة من االستنتاجات‬
‫والتوصيات‪.‬‬

‫المبحث االول ‪ .‬التلوث البيئي وتخطيط المدينة‬


‫‪ -1‬التلوث البيئي في المدن‬
‫ان هناك قلق يهدد الجنس البشري هو السمة المعاصرة المشكالت البيئية ‪.‬هذا القلق يشمل‬
‫كال من فقدان الموارد الالزمة للحفاظ على أساليب الحياة وتدهور في البيئة(‪. )1‬حيث إن كل‬
‫تحركاتنا وبصورة رئيسة تركز على كمية ونوعية الموارد الطبيعية على الكرة األرضية‪ .‬وعامل‬
‫االستنزاف البيئي هو أحد العوامل التي تتعارض مع التنمية المستدامة؛ لذلك نحن بحاجة إلى‬
‫معرفة علمية إلدارة الموارد الطبيعية لسنوات قادمة عديدة من أجل الحصول على طرائق‬
‫منهجية تشجيعية ومترابطة مع إدارة نظام البيئة‪ .‬للحيلولة دون زيادة الضغوطات عليها‬
‫وخصوصا الناتجة من الزيادة الكبيرة في التحضر اذ يرتبط استخدام األراضي والتغير البيئي‬
‫ارتباطا وثيقا‪ ،‬فتخطيط استخدام األراضي هي واحدة من أقدم واهم أدوات حماية البيئة‪ .‬فتأثير‬
‫التنمية الحضرية على البيئة األساسية لدعم الحياة يمتد من المحلي الى االقليمي والعالمي(‪.)2‬‬
‫أنصار البيئة الذين يستخدمون بصمة القدم البيئية بوصفها مؤشرا لالستدامة عموما ‪.‬يقولون أن‬
‫التنمية والتحضر تترجم إلى زيادة الطلب على السلع كثيفة االستخدام للموارد مثل السيارات‬
‫والمنازل المترفة واستخدام والتخلص من هذه السلع وسوف تتطلب زيادة الموارد باستمرار‬
‫وتوليد النمو كميات من التلوث والنفايات ‪.‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يخشى دعاة حماية البيئة ان تكون المدن‬
‫قاتمة في عالم قاتم(‪. )3‬‬
‫أن مفاهيم التخطيط الحضري الحديثة التي تحمل أبعادا ً عدة‪ ،‬بيئية ‪,‬اجتماعية‪،‬‬
‫واقتصادية‪ ،‬تقوم على أساس وضع الخطط والتصاميم والقوانين التنظيمية لتلك العملية من أجل‬
‫تحقيق االهداف التي تحاول الوصول اليها العملية التخطيطية في توفير البيئة المالئمة للحياة‬
‫البشرية‪ ،‬وذلك عبر تحقيق التوازن المطلوب بين األبعاد االقتصادية واالجتماعية وتقليل اآلثار‬
‫البيئية السلبية الناجمة عن االنشطة البشرية المختلفة‪ ،‬وانطالقا ً من حقيق ٍة مفادها ان البيئة‬
‫مسؤولية اخالقية يتحملها الجميع‪ ،‬فأن أية عملية تخطيطية يجب أن تراعي الجوانب البيئية‬
‫للوصول إلى تنمية مستدامة تحفظ حق األجيال القادمة‪.‬‬

‫‪ -2‬تخطيط استعماالت االرض‬

‫‪1‬‬
‫‪- Blowers, Andrew and Evans, Bob . Town Planning into the 21st Century, Earthscan‬‬
‫‪Publications Ltd, London, 1997.p155‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-. Ibid .p15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Kahn, Matthew E. green cities Urban Growth and the Environment. brookings‬‬
‫‪institution press Washington, D.C. 2006 . p130‬‬

‫‪2‬‬
‫تخطيط استعماالت االرض هو أداة ووسيلة لتحقيق المصلحة العامة لغرض توزيع‬
‫األنشطة واالستعماالت المجتمعية في المكان المالئم‪ .‬وبما يحقق التوازن بين احتياجات التنمية‬
‫في الحاضر والمستقبل ‪ ،‬لكافة قطاعات وفئات المجتمع‪ ،‬من خالل وضع تصورات ورؤى‬
‫ألوضاع مستقبلية مرغوبة ومفضلة وبما يحقق التوازن بين الرؤى االستراتيجية والطموحات‬
‫والرغبات‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وبين محددات الموارد واإلمكانات الواقعية‪ ،‬من ناحية أخرى‪ .‬مع ضمان‬
‫تحقيق التـنسيق والتكامل‪ ،‬في استيفاء احتياجات ومتطلبات القطاعات التـنموية الشاملة‪ ،‬سياسية‪،‬‬
‫واقتصادية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وبيئية‬
‫أنه علم واسع يجمع بين عدة متغيرات ‪ ،‬طبيعية واجتماعية واقتصادية وهندسية ‪ ،‬من أجل توجيه‬
‫نمو المدينة ومعالجة مشكالتها بما يخدم سكانها ‪ ،‬ويوفر لهم متطلبات الحياة الحضرية الصحية‬
‫واآلمنة (‪ .)4‬و هناك ضوابط ومعايير متعددة تحدد نمط التوقيع المكاني الستعماالت االرض وفقا‬
‫لفعالياتها الوظيفية المختلفة ‪ ,‬وهي متباينة في المدينة عنها في اإلقليم‪ ،‬وهي ايضا في المدينة‬
‫الكبيرة غيرها في المدينة الصغيرة او في المستقرات الريفية‪ .‬ان تخطيط استعماالت األرض هو‬
‫انعكاس للفعالية الوظيفية‪ ،‬والتحديد المكاني للفعاليات الوظيفية على مستوى المدينة يطلق عليه‬
‫المخطط االساسي‪.‬‬
‫ان االهتم ام بتخطيط استعماالت االرض الحضرية يتزايد او يتناقص وفق وعي االنسان‬
‫ألهمية هذه االرض وضرورة االستجابة لتلبية حاجاتها ضمن التوزيع االفضل للفعالية الوظيفية‬
‫ضمن المدينة ‪ ,‬اذ نجد ان هناك مجموعة من المشاكل التي من الممكن ان تحدد العالقة الوظيفية‬
‫بين سكان المدينة والفعاليات الوظيفية المختلفة في المدينة ‪,‬فعندما تبدو المشاكل المتعلقة باألرض‬
‫بصورة مباشرة مثل االزدحام المشاكل االقتصادية ‪,‬المشاكل البيئية ‪ ,‬يكون الدعم واضح‬
‫وجدي للتفكير في حل هذه المشاكل ‪,‬لكن عندما تبدو هذه المشاكل بصورة غير مباشرة مثل ‪,‬‬
‫التضخم ‪ ,‬البطالة ‪,‬خدمات اجتماعية رديئة ‪ ,‬ينحسر الدعم بصورة ملحوظة‪, 5‬بسب ضعف‬
‫الضغط االجتماعي لحل هذه المشاكل ‪,‬لعدم وضوح مسبباتها االساسية ‪.‬‬
‫ان تضارب اآلراء حول االرض تودي الى وجهات النظر في تخطيط استعمال االرض‬
‫‪ ,‬فأنصار البيئة يطالبون بالمزيد من القيود على استعمال االرض ‪ ,‬اما المستثمرون فال يحبذون‬
‫هذه القيود التي تقيد من حدود االستثمار ‪ .‬كما ان الصناعيون يجادلون ان التعليمات البيئية تقيد‬
‫(‪)6‬‬
‫الصناعة وترفع التكاليف وتقلل التجهيز‬
‫‪-4‬المخطط األساس واستعماالت األرض في المدن‪:‬‬
‫المخطط االساس هو محصلة الدراسات واألبحاث النظرية والميدانية الالزمة لتكوين‬
‫الخلفية الضرورية لتحديـد وترشيد احتياجات المديـنة من األرض الحضرية بصورة عامة وذلك‬
‫في اطار تاثير البعد المكاني إلستثمارات الخطة في مختلف القطاعات‪ ,‬هو الذي ينظم ويحدد‬

‫‪ - 4‬الدليمي‪ ,‬خلف حسين علي ‪ .‬التخطيط الحضري‪ .‬اسس ومفاهيم‪ .‬الدار العلمية للنشر والتوزيع ‪ .‬األردن‪2002 .‬‬
‫ص ‪61‬‬
‫"‪5- Anthony J.catanese, & James C.snyder, 1979 ,"Introduction To Urban Planning‬‬
‫‪,McGraw-Hill Book Company New York p 235‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Ibid‬‬ ‫‪p 235‬‬

‫‪3‬‬
‫التوزيع المكاني المطلوب إلستعماالت األرض في المدينة‪ ،‬ويوضح طبيعة وكثافة االستعماالت‬
‫المختلفة والعالقة الوظيفية بينها سواء كانت سكنية‪ ،‬تجارية‪ ،‬صناعية‪ ،‬خدمية‪ ،‬او ترفيهية ‪.7‬‬
‫يبين المخطط األساس الهيكلية المستقبلية للمدينة وذلك من خالل توقيع الفعاليات والكثافات‬
‫السكنية واإلسكانية في المناطق الحضرية وشبكات الطرق وانظمة النقل الالزمة لربط الفعاليات‬
‫وسهولة اإلتصال فيما بينها‪ ،‬ويتم اعداد التصميم األساس في مدة تتراوح من ‪ 25-20‬سنة وهي‬
‫أطول مدة زمنية يمكن للمخطط ان يبين تصوره لمراحل التطور المستقبلية ألية مدينة‪.‬وهو يحدد‬
‫الشكل العمراني والتنظيم المكاني الستعماالت األرض وتجنيب المدينة أي هدر في استعماالت‬
‫األرض الحضرية ‪,‬فاستعماالت االرض القائمة ألي مدينة حقيقة تعد واقعة توثر في المدى الذي‬
‫من خالله يكون اعتماد ضوابط استعماالت االرض ‪,‬لقد وضع “ ‪ “Abrams‬خمسة اهداف عامة‬
‫تستلزم استخدام ضوابط استعمال االرض لصالح المنفعة العامة (‪.)8‬‬
‫‪ -1‬تعزيز استعمال االرض لغرض التطور المواتي للمجتمع ( وحماية اماكن السكن ‪,‬التجارة‪,‬‬
‫الصناعة‪ ,‬وبقية االستعماالت )‪.‬‬
‫‪ -2‬منع او ردع االستعمال الخاطئ لألرض كي ال يوثر على المجتمع‬
‫‪ -3‬تجنب اساءة استعمال االرض‬
‫‪ -4‬تنظيم حاالت عدم استعمال االرض و اهمال االرض‬
‫‪ -5‬توجيه اعادة استعمال االرض ألغراض اكثر مالئمة‬
‫ان االهداف المشار اليها اعاله يتم تنفيذها باعتماد القوانين الحكومية ‪,‬التي تنظم عملية‬
‫استعمال االرض من خالل عملية التنطيق الستعماالت االرض المختلفة‪ ,‬وبهذه العملية تقسم‬
‫المدينة الى قطاعات وفقا لنوع االنشطة لغرض السيطرة وتوجيه استعماالت االرض‪.‬‬
‫‪ -6‬التدرج الهرمي والوظيفي لشبكة الشوارع (التصنيف حسب المرتبة) ‪:‬‬
‫ان لكل نوع من الشوارع وظيفته ضمن هيكل المدينة ‪ .‬فالتدرج يحقق الربط بين اجزاء‬
‫المدنية‪ ,‬والذي يعني الدرجة التي يتصل بها الطريق مع غيره من اجزاء الشبكة ‪ ,‬ومن وجهه‬
‫اخرى مع استعماالت االرض المختلفة‪ ,9‬لذا ينبغي ان تؤمن الحركة بين مركز المدينة‬
‫(بدايات تولد الرحالت ) من خالل مجموعة طرق شريانية توزع الحركة الرئيسة نحو مواقع‬
‫الوظائف (اطراف المدينة ) المنتهية بشبكة متدرجة من الطرق المحلية ‪.‬ان الترتيب الهرمي‬
‫هو شكل معين لتصنيف الطرق ولكل نوع موقع ورتبة واصبح التراتب الهرمي في الطرق‬
‫الحضرية احد االسس المهمة والمبادئ االساسية التي يستند اليها وضع المخطط العام لشبكه‬
‫(‪)10‬‬
‫الطرق في المدينة وبموجب النظريات الحديثة في تخطيط المدن‬

‫‪7‬‬
‫‪- Paterson. William, Land use Planning, Techniques of Implementation, Nostrand Rein‬‬
‫‪Hold Company, New york, 1979, p.250.‬‬
‫‪8- Chapin, Stuart, Jr “Urban land use planning” University of Illinois Press, chicago,London-‬‬

‫‪1972. p 56‬‬
‫‪9‬‬
‫‪- Tom Kloster, "Linking Land Use and Transportation Through Street Design" 2004 p8‬‬
‫‪www.metro_regon.org‬‬
‫‪ - 10‬الجواري ‪,‬سارة محمود ‪ .‬العالقة بين شبكات الطرق وو النمو الحضري مدينة بغداد ‪ .‬رسالة ماجستير مقدمة إلى معهد‬
‫التخطيط الحضري واإلقليمي للدراسات العليا جامعة بغداد‪ . 2012.‬ص‪12‬‬

‫‪4‬‬
‫شكل رقم (‪ )1‬التراتب الهرم لشبكة الطرق الحضرية ٌ والنظرية ٌ العضوية ٌ‬
‫التخطيطهي عدد‬
‫االستيعابية‬ ‫للطرق ‪.‬‬
‫مقدمة إلى معهد‬ ‫والسرعة‬
‫رسالة ماجستير‬ ‫االستيعابية‬
‫والتنظيم المكاني ‪.‬‬ ‫فاضل ‪ .‬يحدد‬
‫التراتب الهرمي للطرق‬ ‫للطرق‬ ‫الهرمي‬
‫حمد‪ ,‬مهند‬ ‫ا‬ ‫التدرج‬
‫الطرق بين الطرق السريعة‬ ‫تتراوحص‪22‬‬ ‫محددة ‪,‬‬
‫بغداد‪. 2000.‬‬ ‫نقطة‬
‫العليا جامعة‬ ‫تتحرك في‬
‫للدراسات‬ ‫ان واإلقليمي‬ ‫السيارات في الساعة التي يمكن‬
‫الحضري‬
‫والشوارع المحلية ‪ ,‬وبينهما ‪ ،‬جامعي‪ ،‬شرياني ‪ ,‬شرياني رئيسي ‪ .‬كل له مزاياه الخاصة‬
‫(‪)11‬‬
‫وعيوبه‪ .‬فبعضها يوفر الحركة وبعضها يوفر سهولة الوصول على نحو افضل‬

‫شكل (‪ )2‬التدرج الهرمي لكثافة الطرق حسب الوظيفة‬


‫‪Levinson, David and Krizek ,Kevin J. Planning for place and plexus:‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Levinson, David and Krizek ,Kevin J. Planning for place and plexus: metropolitan land use‬‬
‫‪metropolitan land use and Transport‬‬
‫‪and Transport. Routledge is an imprint of the Taylor and Francis Group, London. 2008 .p225‬‬

‫‪5‬‬
‫االنواع المختلفة من الطرق تقابلها وظائف مختلفة تبداء بالطرق الحرة وتنتهي بالطرق المحلية‪,‬‬
‫فالتنوع في استعماالت االرض وخصائص االماكن المختلفة داخل المدينة يعطي للنقل دورا‬
‫مميزا في تحقيق االرتباط والتفاعل بين هذه االستعماالت وقطاعات المدينة المختلفة ‪,‬ومن خالله‬
‫تتحقق صفة الحركة ‪,‬اذ كلما تكون شبكات النقل جيدة و كفوءة وتحقق سهولة الحركة وسرعة‬
‫النقل ‪,‬كلما زادت كفاءة الفعاليات واالنشطة داخل المدينة ‪,‬لذا فمن المؤكد ان تتعدد اصناف‬
‫الشوارع تبعا لتنوع االستعماالت والفعاليات المختلفة لالرض الحضرية(‪.)12‬‬
‫‪-1‬الطرق الحرة (‪ )free way roads‬تصمم هذه الشوارع بمقاييس كبيرة تهدف الى تحقيق‬
‫سرعة عالية ولمسافات طويلة ضمن رحالت يكون فيها المرور من خارج المدينة ‪ ,‬ويستعمل‬
‫مداخل الطرق المودية الى المدينة ‪, ,‬وبعدد خطوط للمرور بين‪ 8-4‬خط وبسرعة فعلية بين ‪-80‬‬
‫‪ 120‬كم\ساعة كما في الجدول (‪.)1‬‬
‫‪-2‬الطرق السريعة (‪ :)Express way‬وهي شوارع سريعة تعني لخدمة حجم اكبر وبسرعة‬
‫عالية وتستعمل بين قطاعات المدينة ‪,‬وهي طرق معزولة محددة بالتقاطعات ‪ ,‬وتربط اطراف‬
‫المدينة بطرق شعاعية من المركز اوبشكل حلقي حول المدينة ‪,‬وبعدد خطوط للمرور بين ‪8-4‬‬
‫خط وبسرعة عملية بين ‪ 80-60‬كم\ساعة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الطرق الشريانية االساسية (‪ :) Principal Arterial‬وتسمى ايضا بالطرق الشريانية‪,‬‬
‫وتربط بين مراكز االحياء ومركز المدينة ‪,‬لذلك يجب ان تكون تقاطعاتها متباعدة والتسمح‬
‫بالمداخل المباشرة على جانبيها ‪( .‬السرعة العملية بين ‪ 60-40‬كم\ساعة) ‪.‬‬
‫‪-4‬الشوارع الشريانية الفرعيىة (‪:)Minor Arterial‬وتسمى ايضا شوارع مجمعة‪ ,‬وهي مكونة‬
‫من شبكة داخلية تربط الخاليا السكنية بمركز الوحدة العمرانية في المدينة بحيث التشجع المرور‬
‫العابر وبسرعة عملية بين ‪50-30‬كم\ساعة ‪, .‬‬
‫ه‪-‬شوارع محلية (‪ :)Local streets‬وتقصد لخدمة رحالت النقل القصيرة للوصول الى الدور‬
‫السكنية وبسرعة قليلة (‪20-30‬كم\ساعة) ‪,‬وبطاقة استيعابية بين (‪ )500-700‬مركبة\ساعة‪,‬‬
‫توصف بادنى صنف من شوارع المرور الحضرية‪ .‬جدول (‪)1‬‬

‫شوارع محلية‬ ‫شوارع‬ ‫سريعة‪ ) 1‬شوارع‬ ‫شوارع‬


‫جدول (‬ ‫شوارع حرة‬ ‫المواصفات‬
‫مجمعة‬ ‫التدرج الوظيفي لشبكةشريانية‬
‫الشوارع‬
‫‪40‬كم‪/‬ساعة‬ ‫‪60‬كم‪/‬ساعة‬ ‫‪120‬كم‪/‬ساعة ‪100‬كم‪/‬ساعة ‪80‬كم‪/‬ساعة‬ ‫السرعة التصميمية‬
‫‪140-80‬‬ ‫‪140-80‬‬ ‫‪140-80‬‬ ‫‪140-80‬‬ ‫‪140-80‬‬ ‫السرعة العملية‬
‫كم‪/‬ساعة‬ ‫كم‪/‬ساعة‬ ‫كم‪/‬ساعة‬ ‫كم‪/‬ساعة‬ ‫كم‪/‬ساعة‬
‫‪700-500‬‬ ‫‪900-600‬‬ ‫‪1200-800 1400-1000 2000-1800‬‬ ‫االستيعابية مركبة‪/‬ساعة‬
‫‪2-1‬‬ ‫‪4-2‬‬ ‫‪6-2‬‬ ‫‪8-4‬‬ ‫‪8-4‬‬ ‫عدد خطوط الشوارع الرئيسة‬
‫‪12-8‬‬ ‫‪20-10‬‬ ‫‪60-15‬‬ ‫‪80-30‬‬ ‫‪100-30‬‬ ‫محددات الشوارع‬

‫زين العابدين علي‪,2000,‬ص‪57‬‬

‫‪- 12‬فاروق عباس ‪ ,‬الطرق والتخطيط الحضري‪ ,‬منشاة المعارف‪ ,‬االسكندرية‪,1994 ,‬ص‪44‬‬

‫‪6‬‬
‫تصنف الشوارع في المدن في ضوء االستعماالت السائدة لألرض ويظهر هذا التصنيف‬
‫للشوارع في المدن كاالتي(‪:)13‬‬
‫أ‪-‬الشوارع التجارية‬
‫تقدم الشوارع وظائف عدة للمدينة وسكانها ‪,‬وتهدف من خاللها الى تحقيق الفائدة لالماكن‬
‫والتخصص بوظائف معينة‪ ,‬فمنها ما يخدم اعماال تجارية حيث يفضل اصحاب المؤسسات‬
‫التجارية والخدمات المختلفة على اختيار موقع لمؤسساتهم على امتداد واجهات الشوارع لسهولة‬
‫الوصول اليها بمختلف وسائط النقل ‪,‬وعادة تحتل مثل هذه الشوارع وخاصة الرئيسية منها‬
‫االماكن الرئيسية في المدينة ‪,‬هذه الشوارع مراكز جذب قوية لسكان المدينة واقليمها‪ ,‬لذا فهي من‬
‫اكثر الشوارع ازدحام بالمرور ‪ .‬تغير الشوارع غير المدروس سوف يولد مشاكل مرورية كثيرة‬
‫فضال عن االمور الفنية الخاصة بالبنى االرتكازية عالقة الحركة والمرور بين هذه الشوارع‬
‫وغيرها من الشوارع غير التجارية ‪.‬‬
‫ب‪-‬الشوارع السكنية‪:‬‬
‫وهي الشوارع المنشئة لخدمة االحياء السكنية ‪,‬والتي تالئم طبيعة الوظيفة السكنية‪ .‬وترتبط‬
‫بالشوارع على مختلف رتبها ‪ .‬وتتكامل معها ‪.‬لذلك تختلف ابعادها من موقع الى اخر ‪,‬وان قسم‬
‫من هذه الشوارع قد يودي وظائف اخرى فضال عن خدمة المنطقة السكنية ‪,‬كممرات الحركة او‬
‫خدمة تجارية والقسم االخر من هذه الشوارع (االزقة)تودي وظيفة سكنية صرفة ‪.‬‬
‫ج‪-‬الشوارع الترفيهه ‪:‬‬
‫وهي الشوارع المطلة على االنهار (الكورنيشات)‪.‬او التي تخترق المنطق الخضراء ‪.‬او‬
‫التي تتعدد االستعماالت ذات االغراض الترفيهية ‪.‬وتنتشر على واجهاتها صاال ت السينما‬
‫والمسرح واروقة العرض‬
‫د‪-‬الشوارع الصناعية ‪:‬‬
‫وهي الطرق التي تحيط بالمنطقة الصناعية وتربطها بباقي المناطق المجاورة والطرق‬
‫داخل المناطق الصناعية وتكون اساس وظيفتها تسهيل الحركة داخل المنطقة الصناعية ‪.‬واهم ما‬
‫تمتاز به هو سعة الشوارع وخدمات بنى تحتية كفوءة للشوارع‪ ,‬حتى في بعض االحيان ارصفتها‬
‫ومواد تبليط هذه الشوارع معالجة خاصة بسبب ما تتعرض له من ضغط في االستعمال الحركة‬
‫قبل وظيفة المنطقة المخدومة‪.‬‬

‫‪ -7‬تخطيط المناطق الصناعية‪:‬‬


‫ان النشاط الصناعي واحدة من اهم الفعاليات في المدينة والتي تعد في احيان كثيرة االساس‬
‫الدافع لنمو حركة المدينة ‪,‬ويختلف تبعا ً لنوع المدينة وحجمها واساس تكوينها‪ ،‬حجم نوع النشاط‬
‫الصناعي‪ ،‬فهناك النشاطات الصناعية الثقيلة‪ ،‬والخفيفة‪ ،‬والملوثة‪ ،‬وغير الملوثة‪ ،‬والخدمية‪ .‬ان‬
‫حجم النشاط الصناعي داخل المدينة يتحدد بنوع هذه الصناعة وما تحتاجه من مساحات فضالً‬
‫عن ما توفره تلك المدينة من تسهيالت لنمو هذا النشاط‬

‫‪ - 13‬جاسم ‪ ,‬احسان عباس ‪ .‬تحليل العالقة بين استخدامات االرض ومنظومة النقل الحضري ‪ .‬رسالة ماجستير مقدمة إلى معهد‬
‫التخطيط الحضري واإلقليمي للدراسات العليا جامعة بغداد‪2008.‬‬

‫‪7‬‬
‫تختلف انماط المجمعات الصناعية فمنها ما يتم التخطيط له مسبقا ً وتنسيق استعماالت‬
‫االرض المحيطة به بضمان عدم تعارض في استعماالت االرض نتيجة لتوقيع المجمع الصناعي‪.‬‬
‫وقسم من المجمعات الصناعية يتم نشؤه اعتمادا ً على الحاجة الملحة للمجتمع ضمن منطقة معينة‬
‫اعتمادا ً على ما توجه به آليات السوق واقتصاديات المدينة(‪,)14‬وتنشأ اصالً اعتمادا ً على حاجة‬
‫سكان المدينة وتلبية متطلباتهم‪،‬‬
‫ان المنطقة الصناعية من الناحية التخطيطية والمكانية والتركيبية ايضاً‪ ،‬نمط حديث من‬
‫انماط التوطن الصناعي في الدول المتقدمة صناعيا ً خاصة وكذلك الدول النامية لضرورات‬
‫التنظيم المكاني للصناعة على صعيد المدينة بعد ان كانت االنماط الصناعية المكانية قد مثلت‬
‫حاالت ونماذج لها سلبيات عديدة خاصة نمط التكتل والتركز الصناعي‪ ،‬وكذلك انتشار وتشتت‬
‫الصناعة بطريقة عشوائية غير منظمة مما أثر سلبيا ً على استعماالت االرض االخرى في‬
‫(‪)15‬‬
‫المدينة‬
‫ان البيئة الطبيعية) فيها العديد من العالقات السائدة على وفق انظمة معينة‬
‫ومرتبطة بالخصائص الفيزيائية الطبيعية للبيئة كالطوبوغرافية ‪ ،‬التربة‪ ،‬الماء‪ ،‬والهواء‪ ،‬وهذه‬
‫االنظمة لها مساس مباشر على النشاطات البشرية في المنطقة‪.‬‬
‫ان النشاط الصناعي قد يؤثر في مجموعة هذه االنظمة بظهور عامل التلوث البيئي وما‬
‫تخلفه الصناعة من اثار سلبية‪ ،‬وهنا من الضروري المحافظة قدر االمكان على طبيعة تلك‬
‫العالقات والموازنة بينها لكي ال يكون هناك خلالً فيها‪ ,‬فهناك ملوثات منها ما يلوث الهواء‬
‫وتختلف حسب نوع الصناعة الصادر منها التلوث‪ ،‬فان لكل صناعة خصائصها فبعضها عبارة‬
‫عن اتربة متطايرة او غازات سامة او تبعث روائح كريهة‪ .‬ان انواع التلوث البيئي التي تسببها‬
‫الصناعات ليست محصورة في الغازات واالبخرة واالتربة والرذاذ المنبعث منها والضجيج فقط‬
‫وان ما من المواد الصلبة والدهون واالصباغ والحوامض التي تذهب عن طريق المنافذ التصريفية‬
‫الى االنهار والمناطق المجاورة لمواقع الصناعات‪ .‬لكن ما يميز مجمعات الصناعات الخدمية ان‬
‫اثار تلوثها قليلة ومحصورة ضمن مجاالت ضيقة لالستعماالت المجاورة لها‪ ،‬وابرز ملوث هنا‬
‫هو ال تلوث الضجيجي وتلوث التربة‪ ،‬اذ ان من خالل تصميم المجمع الصناعي الخدمي يمكن‬
‫تقليل اثاره السلبية الى اقصى حد‪ ،‬وباالسلوب الذي يمكننا من وضعه بالقرب من فعاليات المدينة‬
‫االخرى‬
‫تضم مجموعة من المصانع والمعامل والورش الحرفية مزودة بالخدمات والمرافق‬
‫الالزمة‪ ،‬وتوزع مساحة االرض هذه الى اقسام صغيرة يخصص كل منها ألنشاء مشروع‬
‫صناعي معين ويتم تحديد االستعماالت فيها وفق التصميم االساس للمدينة‪.‬‬
‫(‪)16‬‬
‫تقسم المناطق الصناعية حسب سعة محرماتها ودرجة خطورتها إلى خمسة أقسام ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مناطق صناعية عديمة الخطورة ذات محرم (‪ )50‬م‪ ( .‬األصباغ والحلويات وواأللبان)‪.‬‬

‫‪ - 14‬الكناني‪ ،‬كامل كاظم بشير‪ ،‬الموقع الصناعي بين آلية النظام الرأسمالي ومتطلبات التنمية في الدول النامية‪ ،‬بحث مقدم الى‬
‫المؤتمر العلمي الثاني‪ 1994 ،‬الى مركز التخطيط الحضري واإلقليمي‪ /‬جامعة بغداد‪ ،‬ص‪9‬‬
‫‪- 15‬الجنابي‪ ،‬عايد جسام‪ ،‬تخطيط المناطق الصناعية في المحافظات كوسيلة لتنظيم استعماالت االرض‪ ،‬اطروحة دكتوراه مقدم‬
‫الى مركز التخطيط الحضري واالقليمي‪ ،1999 ،‬ص‪89‬‬
‫‪ - 16‬لفـته‪ ,‬سـعاد جابـر ‪ .‬استخدام أسلوب تقييم التاثير البيئي في االستدالل على االثار المصاحبة للمشاريع الصناعية ضمن‬
‫المخططات االساسية للمدن ‪.‬رسالة ماجستير مقدمة المعهد العالي للتخطيط الحضري واالقليمي – جامعة بغداد‪. 2006.‬ص‪94‬‬

‫‪8‬‬
‫والدقيق‬ ‫اللحوم‬ ‫محرم(‪)100‬م‪(.‬تصنيع‬ ‫ذات‬ ‫الخطورة‬ ‫قليلة‬ ‫ب‪ -‬مناطق صناعية‬
‫والمستحضرات)‪.‬‬
‫ج‪ -‬مناطق صناعية أكثر خطورة ذات محرم (‪ )300‬م‪( .‬خبطات الخرسانة وإنتاج الكيبالت)‪.‬‬
‫د‪ -‬مناطق صناعية(معامل غير ثقيلة) ذات محرم(‪)500‬م‪(.‬معامل جلود وبطاريات واالسبست)‪.‬‬
‫ه‪ -‬مناطق صناعية (ثقيلة) ذات محرم(‪ )1000‬م‪( .‬معامل الطاقة والنفط)‪.‬‬
‫لكن فضال عن محدد المسافة ينبغي ان تحاط المناطق لصناعية باألحزمة الخضراء‪ ,‬وهو‬
‫نطاق الحماية للمدينة او المنطقة السكنية المجاورة من أي تلوث قد ينتج من المنطقة الصناعية‪،‬‬
‫‪ -8‬خطوط الطاقة الكهربائية الرئيسة ومحدداتها‬
‫تعتبر عملية نقل الكهرباء المنتجة من محطات القوي (حرارية‪ ،‬مائية‪ ،‬رياح‪ .. ،‬إلخ)‬
‫وتوزيعها وتوصيلها إلي المستخدمين الذين يتواجدون في المدن والقرى وغيرها من مناطق‬
‫االستهالك مثل المصانع‪ ،‬هي المرحلة التالية لعملية اإلنتاج‪ .‬في بداية األمر توجه الكهرباء‬
‫الناتجة من محطات القوي الكهربية إلي محوالت توجد داخل المحطات لتتولي رفع الجهد إلي‬
‫حوالي ‪ 400.000‬فولت (‪ 400‬كيلو فولت)‪ ،‬والجهد هو قياس للقوة الدافعة الكهربية المارة في‬
‫كابالت النقل‪ ،‬ويفيد هذا اإلجراء في نقل أو ضخ الكهرباء لمسافات بعيدة حيث يعمل الجهد‬
‫المرتفع علي نقلها هذه المسافات بكفاءة عالية‪ .‬يوجد نوعين من خطوط نقل القوي الكهربية‪ ،‬فهي‬
‫إما تمد عبر أبراج خاصة وتسمى "كابالت هوائية" أو تدفن في األرض وتسمي "كابالت‬
‫أرضية"‪ ،‬هذا وتصمم كابالت نقل القوي علي أساس حمايتها من العوامل الجوية مثل العواصف‬
‫الرملية والثلجية‪ ،‬التي يمكن أن تتسبب في تحطيم هذه الكابالت‪.‬‬
‫يعتبر استخدام الخطوط الهوائية أكثر اقتصادية‪ ،‬ويرجع تفضيل استخدام الخطوط الهوائية‬
‫على استخدام الكبالت إلى أن تكلفة خطوط الكبالت تبلغ من ‪ 5‬إلى ‪ 1‬مرة تكلفة الخطوط الهوائية‬
‫ذات اإلمكانيات المتساوية ‪,‬لكن ازدياد وتنامي الوعي باالهتمام بالبيئة وحمايتها ادى الى الضغط‬
‫الى تحويل الى الخطوط االرضية ‪,‬فهي معرضة للقصر واألخطار وخصوصا بالقرب من‬
‫األشجار والمباني العالية الكثيرة‪ .‬كما انها تشوه منظر المدينة نوعا وخصوصا حيث تتفرع جملة‬
‫خطوط‪.‬فضال عن تعوق أعمال اإلطفاء واإلنقاذ وهذا العيب األخير يحرم استعمالها في المدن‬
‫الكبيرة المزدحمة ‪,‬لكن استعمالها الشائع هو نتيجة ثمنها وتكاليف تركيبها قليلة بالمقارنة‬
‫بالكيبالت االرضية ‪ .‬وسهولة اصالح األعطال بها‪ .‬عدم الحاجة إلى عمال مهرة كثيرين سواء‬
‫للصيانة أو التركيب‪.‬‬
‫الوظيفة الرئيسية لخطوط النقل الكهربائي هي نقل القدرة الكهربائية من مكان إلي أخر والمكون‬
‫الرئيسي لخط النقل الهوائي هي الموصل أما باقي أألجزاء فهي أجزاء مساعدة لحمل الموصل‬
‫أو لعزل الموصل عن أألرض ففي حالة الخطوط الهوائية تستخدم أألبراج بأنواعها ألمختلفة لرفع‬
‫الموصل عن أألرض بمسافة كافية لتوفير أألمان حسب القدرة المراد نقلها ‪, ,‬ففي الخطوط‬
‫الهوائية يستخدم الموصالت المكشوفة غير المعزولة ويكون الهواء هو العازل بين الموصالت‬
‫بعضها البعض علي طول مسار الخط ولذلك سميت الخطوط الهوائية ‪.‬‬

‫ان أكثر المشاكل ذات الصلة بالتلوث الكهرومغناطيسي هي خطوط نقل الطاقة الكهربائية‬
‫المسماة خطوط الضغط العالي التي أصبحت تنتشر في كل مكان من عالم اليوم ( ‪ 400‬ألف فولت‬
‫‪ 220 ,‬ألف فولت ) و هذه الخطوط يفترض أن تكون في مواقع بين المدن و خارج المجتمعات‬

‫‪9‬‬
‫الحضرية يفترض أن تكون خطوط الضغط العالي معزولة عن المناطق الماهولة بالسكان ‪،‬‬
‫تفاديا ً ألي كارثة قد تحدث والي صنف من استخدامات االرض الحضرية سواء كانت تمر تمر‬
‫خطوط الضغط العالي على شارع او موازية له فالشوارع تشهد حركة كثيفة من السيارات‬
‫والشاحنات خاصة ‪ .‬كما ان مرورها فوق االستعماالت السكنية يسبب تاثيرات سلبية كثيرة ‪ .‬اما‬
‫مروره فوق المناطق الصناعية يمكن ان يسبب كوارث كبيرة نتيجة استعمال االالت والمعدات‬
‫التي يمكن ان تتعارض مع هذه الخطوط او نتيجة الحرارة العالية واالنبعاثات ‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )3‬ينبغي ان تكون خطوط الضغط العالي موازية وعلى حدود المناطق الحضرية‬
‫‪Ordnance Survey National Grid . design guidelines for development near high voltage‬‬
‫‪overhead lines. . www.nationalgrid.com/uk‬‬
‫تش ّكل أعمدة الكهرباء الهوائية خطورة على حياة الناس‪ ،‬لما تحمله هذه االعمدة من‬
‫اشعاعات كهرومغناطيسية‪ ،‬وتصيب الناس باألمراض السرطانية‪ ،‬وفقدان المناعة لدى االطفال‪،‬‬
‫باإلضافة الى التلوث البيئي‪ ،‬اذ اثبتت الدراسات العالمية والصحية التي الكثير من مراكز البحوث‬
‫محوالت الطاقة‬
‫ّ‬ ‫خطـورة التعرض او السكـن بالقرب من خطوط الكهرباء أو‬ ‫العالمية‬
‫الكهربائية ‪ .‬وخلصت الدراسات التي أجريت الى أن هناك عالقة بين التلوث الكهرومغناطيسي‬
‫وإصابة العديد من األطفال بسرطان الدم والعديد من األمراض الخطرة ‪.‬يصيب اإلنسان بأمراض‬
‫القلب وتدمير البناء الكيميائي لخاليا الجسم وتكسير حامض ‪ DNA‬مما ينتج عنه تدمير الخاليا‪،‬‬
‫وبالتالي يعتبر سببًا كافيًا لإلصابة بالسرطانات المختلفة والتأثير على صحة األجنة‪ ،‬وسرطان‬
‫ضا الى اضطراب إفراز األنزيمات‬ ‫الثدي للنساء‪ ،‬وتعطيل وظائف الخاليا‪ ،‬وقد يؤدي ذلك اي ً‬
‫ضا بالشعور‬‫واضطراب معدّالت الكالسيوم في الجسم واضطراب الدماغ‪ ،‬وتصيب االنسان اي ً‬
‫بالخمول والكسل وعدم الرغبة في العمل‪ ،‬اضافة الى اإلرهاق والشعور بالتعب‪».‬‬

‫‪10‬‬
‫ان أكثر المشاكل ذات الصلة بالتلوث الكهرومغناطيسي هي خطوط نقل الطاقة الكهربائية‬
‫المسماة خطوط الضغط العالي التي أصبحت تنتشر في كل مكان من عالم اليوم ( ‪ 400‬ألف فولت‬
‫‪ 220 ,‬ألف فولت ) و هذه الخطوط يفترض أن تكون في مواقع بين المدن و خارج المجتمعات‬
‫الحضرية ‪ ,‬إال أن هناك العديد من الحاالت التي تنتشر فيها المنازل حول أبراج الضغط العالي‬
‫من دون أن يعي البعض خطورتها إذ أنها تشكل مصدر خطر إضافي و شديد الفعالية ‪,‬ورغم‬
‫اعتماد و زارة الكهرباء مسافات أمان إال أن التجاوزات الحاصلة على المحرمات الكهربائية أدت‬
‫إلى سكن بعض المواطنين أسفل الخطوط مباشرةً‪ .‬يجب تنبيه العاملين داخل المحطات وكذلك‬
‫الحال بالنسبة إلى االفراد في المناطق المحيطة باألبراج إلى عدم االقتراب إلى هذه المسافة‬
‫المحددة وتأشيرها بعالمات تحذيرية واضحة(‪.)17‬‬

‫شكل رقم (‪)4‬مثال جيد لتكامل خطوط الضغط العالي مع المناطق الحضرية‬
‫‪Ordnance Survey National Grid . design guidelines for development near high voltage‬‬
‫‪overhead lines. . www.nationalgrid.com/uk‬‬

‫ان ما أكدته الدراسات من مخاطر التعرض للتيار الكهرومغناطيسي العالي على كافة‬
‫اعضاء الجسم البشري تم تضمينها في محددات المسافة المفترض ان تبعد االنشطة عن هذه‬
‫مترا كحد أدنى حول خطوط‬ ‫الخطوط ‪ ،‬وأشارت العديد من البلدان إلى أنه وجوب ترك ‪ً 50‬‬
‫الضغط الكهربائي العالي كمنطقة أمان خالية ‪ .‬وهذه المسافة نفس المسافة التي اعتمدتها وزارة‬

‫‪ - 17‬عبدالحسن‪ ,‬جواد عبدالكاظم و عفج ‪ ,‬عدنان حسن ‪.‬تأثير محطات توليد وخطوط نقل الطاقة الكهربائية ذات الضغط الفائق‬
‫على العاملين والساكنين في المناطق المحيطة‪ .‬المجلة العراقية للعلوم والتكنولوجيا المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 6‬لسنة ‪310‬‬

‫‪11‬‬
‫الكهرباء كمسافة خالية من االنشطة لخطوط الضغط العالي ‪ 400‬كي في وكما مبين في الجدول‬
‫رقم (‪ )2‬الذي يبين بالتفصيل المسافة االمنه مع بقية االنشطة(‪.)18‬‬

‫جدول رقم (‪ )2‬التقاطعات والمحرمات لخطوط الكهرباء‬

‫وزارة الكهرباء ‪.‬دائرة التخطيط والدراسات ‪ .‬تعليمات وشروط تجهيز الطاقة الكهربائية ‪ . 1999.‬العراق‬

‫المبحث الثاني تخطيط منطقة داموك (مدينة الكوت ) والتلوث البيئي‬


‫‪ -1‬لمحة عن منطقة الدراسة‬

‫‪ - 18‬وزارة الكهرباء ‪.‬دائرة التخطيط والدراسات ‪ .‬تعليمات وشروط تجهيز الطاقة الكهربائية ‪ . 1999.‬العراق‬

‫‪12‬‬
‫يعد الموقع الجغرافي من اهم الظواهر الطبيعية المؤثرة على خصائص المنطقة‬
‫الحضرية لعالقته المباشرة بحياة السكان االقتصادية ‪ ,‬ودوره الهام في خطط المدينة الحالية من‬
‫خالل التخطيط لمختلف االستعماالت التي تتطلب توفير الخدمات االجتماعية على اساس‬
‫اقتصادي والحد من النمو العشوائي ‪.‬‬
‫تقع محافظة واسط ومركزها مدينة الكوت بين دائرتي عرض (َ‪32ْ 1‬و َ‪) 33ْ 30‬شماال‬
‫وخطي طول (َ‪44ْ 30‬و َ‪ )46ْ 20‬شرقا‪ .‬تبلغ مساحة المحافظة(‪)17153‬كيلومتر مربع إما مدينة‬
‫الكوت فتبلغ المساحة المبنية التي تغطيها بحدود(‪ )60‬كيلومتر مربع اي ‪ 6000‬هكتار ‪ ,‬وتقع في‬
‫موقع مهم في تفرع نهري الغراف والدجيلي من نهر دجلة‪ ,‬اما من حيث الموقع المكاني وعالقته‬
‫بالمناطق المجاورة ‪,‬فترتبط مدينة الكوت ببغداد ‪ ,‬حيث تبعد عنها نحو (‪)180‬كم وترتبط المدينة (‬
‫بصفتها مركز المحافظة والقضاء) بالوحدات االدارية التابعة لها والمحافظات االخرى ‪,‬‬
‫تقع محلتي الضباط والحقوقيين موضوع الدراسة في الجزء الشمالي من المدينة ويحدهما‬
‫من الجنوب الطريق المودي الى جنوب العراق (اي باتجاه مدينتي العمارة والبصرة) ‪ .‬ومن‬
‫الشرق الحي الصناعي للمدينة ‪ .‬تم تشييد المحلتين في ثمانينيات القرن الماضي حيث تم توزيع‬
‫قطع اراضي الى فئات من الموظفين تدل عليها اسماء المحلتين ‪.‬‬

‫‪ -2‬التدرج الهرمي لشبكة للطرق في الكوت وتأثيره على منطقة الدراسة‬

‫شكل (‪ )5‬منطقة الدراسة ضمن حدود مدينة الكوت مع خطوط الضغط العالي‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬
‫‪13‬‬
‫يوضح الشكل (‪ )6‬التدرج الهرمي لشبكة الطرق في مدينة الكوت ونلحظ ان هناك خلل‬
‫في التدرج الهرمي وعدم ارتباط التدرج بمركز المدينة ‪ .‬لكن فيما يخص منطقة الدراسة فان‬
‫الطريق الفاصل بين الحيين هو من النوع الشرياني حسب تصنيف مديرة التخطيط العمراني في‬
‫واسط شكل رقم (‪ ,)6‬وهو شارع حيوي ومهم كونه يربط منطقة الزهراء ومراب النقل‬
‫الخارجي (الذي يحتاج خدمات الحي الصناعي) مع الحي الصناعي فالبد ان يصمم لكي يامن‬
‫تدفقات الحركة الكبيرة للمركبات‪.‬‬

‫شكل (‪ )6‬التدرج الهرمي لشبكة الطرق في مدينة الكوت‬


‫المصدر‪ :‬مديرية التخطيط العمراني في واسط‬
‫بينما بقية الشوارع التي تحيط بالمحلتين فهي من النوع المجمع ‪ ,‬وكان من المفترض ان‬
‫تكون ايضا من النوع الشرياني كونها تأمن الحركة لحي الشهداء وهو حي كبير يتألف من‬
‫محالت عديدة ‪ ,‬كما الشكل رقم (‪ ) 7‬الذي يوضح خطوط النقل العام في منطقة الدراسة سواء‬
‫التي تخدم المحلتين او التي تمر بها لتوفر الخدمة لمناطقة حي الشهداء ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫شكل (‪ )7‬منطقة الدراسة مع خطوط النقل العام فيها‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫ان تنفيذ الشوارع المحيطة منطقة الدراسة لم يراعي تصاميم المشار اليها سابقا ‪ .‬فالشارع‬
‫الشرياني الذي يفصل المحلتين والقادم من حي الزهراء يلتزم بمعايير الشارع الشرياني سواء من‬
‫حيث عد الخطوط او عدد الممرات في كل خط وبعرض ‪ 100‬متر ‪ ,‬اال ان الشارع يضيق‬
‫ليصبح بعرض ‪ 25‬متر فقط عند الوصول الى تقاطع الضباط – الحقوقيين ‪ ,‬وبممر واحد فقط‬
‫لوجود اعمدة الضغط العالي التي شغلت جزء من هذا العرض ‪,‬شكل رقم (‪ , )7‬ومن هذا الشكل‬
‫نالحظ ايضا ان الشارع الي يسار منطقة الدراسة والذي فصل محلة الحقوقيين عن محلة الحرية‬
‫والمصمم كشارع مجمع ‪,‬يلتزم بمعايير الشارع المجمع حسب تصميم التخطيط العمراني في‬
‫محافظة واسط والمبين في الشكل رقم (‪ , )6‬فهو بعرض ‪ 30‬متر وبخطين بينهما جزرة وسطية‬
‫مشجرة حتى الوصول تقاطع الضباط – الحقوقيين فيصبح بعرض ‪ 12‬متر فقط (يمثل حوض‬
‫الشارع ‪ 7‬امتار فقط )‪ ,‬أي يصبح شارع محلي ‪ ,‬علما ان هذا الشارع يودي دور الشارع‬
‫الشرياني‪ ,‬ليعود باالتساع مرة اخرى عند وصوله الى نهاية حي الشهداء‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫شكل (‪ )8‬واقع حال الشوارع لمنطقة الدراسة‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬
‫ان التصميم االساس لمدينة الكوت والمبين في الشكل رقم (‪ )9‬لم يشر بشكل واضح للتدرج‬
‫الهرمي لشبكة الطرق لمدينة الكوت والتي تحدد صنف ورتبة كل جزء من الشبكة ‪ .‬لكن رغم‬
‫ذلك ليس المسؤول عن هذا االرباك في التنفيذ ‪ .‬بل ان التصميم القطاعي عند وضعه هو من‬
‫تجاوز المعايير التخطيطية ولم يأخذها بنظر االعتبار‪ .‬فمن الشكل رقم (‪ . )9‬نالحظ ان الشوارع‬
‫التي قل عرضها وهي الشارع الفاصل بين الرابط بين الحي الصناعي ومنطقة الزهراء والمار‬
‫بين حيي الضباط و الحقوقيين ‪ .‬والشارع المار من شرق حي الضباط والحقوقيين والمتجه الى‬
‫منطقة الشهداء ‪ .‬نالحظ انها لم تتغير في التصميم االساس‬

‫‪16‬‬
‫شكل رقم (‪ )9‬المخطط االساس الحالي لمدينة الكوت‬
‫لمصدر ‪ :‬مديرية التخطيط العمراني‬
‫‪ -3‬المنطقة الصناعية واالنشطة التجارية والتلوث‬
‫تمتد المنطقة الصناعية الرئيسة في مدينة الكوت طوليا لتحاذي الجانب الشرقي لها ‪. ,‬‬
‫وهي منطقة صناعية كبير تحتوي على اصناف عديدة ‪ ,‬فتحوي على المخازن بانواعها ‪ ,‬معامل‬
‫الكونكريت ‪ ,‬والصناعات الغذائية‪ ,‬وصيانة ‪ ,‬تصليح السيارات والغسل والتشحيم ‪ ,‬تبعد المنطقة‬
‫الصناعية عن المحلتين بمسافة ‪ 60‬متر فقط وهي المسافة الكلية التي تشمل الشارع الشرياني‬
‫والشوارع الخدمية وال يوجد حزام اخضر يحيط بها ‪ ,‬هذه المسافة تقل الى ‪ 30‬متر فقط بين‬
‫المنطقة الصناعية وحي الشهداء ‪ ,‬لكن االنشطة االقتصادية ال تقتصر على المنطقة الصناعية بل‬
‫امتدت الى الجانب المقابل لها في المحلتين ‪,‬ان النشاط الصناعي االكبر في المحلتين هو في‬
‫الشارع الفاصل بينهما (الجزء الممتد بين تقاطع الحي الصناعي وتقاطع الضباط – حقوقيين ) ‪.‬‬
‫وكان لتغيير استعمال هذا الشارع من سكني الى تجاري دور كبير في انتقال االنشطة من الحي‬
‫الصناعي الى هذه المناطق ‪ ,‬فالسماح بنشاط اخر غير السكن في هذا الشارع فتح الباب لبيع‬
‫ملحقات االنشطة الصناعية اوال ثم ممارسة االنشطة الصناعية الحقا‪ ,‬وحاليا تمارس في هذا‬
‫الشارع جميع االنشطة المتعلقة بصيانة وتصليح السيارات ‪ ,‬تمارس هذه االنشطة مع االنشطة‬
‫التجارية االخرى‬

‫وبسبب عدم وجود مواقف السيارات في تلك الشوارع يلجأ اصحاب المركبات الى ايقافها‬
‫في الفروع الداخلية امام الوحدات السكنية مما يسبب ازعاجا ً لساكني هذه المناطق‪ ،‬ان وجود‬
‫الورش الخاصة بتصليح السيارات سبب ازدحاما ً بالقرب منها اضافة الى القذارة واألوساخ‬
‫المتسببة عنها‪ ، ،‬فضالً عن النواحي البيئية السلبية التي تتعرض الساكنين على جانبي الشوارع‬

‫‪17‬‬
‫من الضجيج الناجم عن تدفق المرور في شوارع لم تعد الستيعاب ذلك الزخم من السيارات‬
‫وتلوث الهواء الناجم عن الغازات التي تطرحها العوادم والتي تزداد مع تباطؤ سرعة السيارات‪.‬‬

‫‪ -4‬خطوط الضغط في منطقة الدراسة‬


‫يوضح الشكل رقم (‪ )5‬خطوط الضغط العالي التي تخترق المدينة ‪ .‬وفي واقع االمر فان هذه‬
‫الخطوط لم يتم تشيدها في المدينة ‪ ,‬بل ان المدينة هي التي زحفت على هذه الخطوط ‪ ,‬والتي‬
‫كانت عند انشائها تقع خارج حدود المدينة ‪ .19‬اما الشكل رقم (‪ )10‬فيمثل خطوط الضغط العالي‬
‫المارة بمنطقة الدراسة ‪ ,‬اذ نالحظ ان الخط يكون قادم من منطقة الزهراء حيث تم االلتزام‬
‫بمحرم الضغط العالي وهو ‪ 50‬متر على كل جانب ‪ .‬وتم التعامل معه بشكل مالئم فالمنطقة التي‬
‫يمر بها وعرضها ‪ 100‬متر نوع االستعمال فيها هو حدائق فضال عن الشارع الشرياني ‪ .‬لكن‬
‫ال مالحظ عند وصوله الى منطقة الدراسة يتم تجاوز هذه المعايير وتزحف المنطق السكنية على‬
‫خط الضغط متجاوزة المحددات ‪ ,‬وهذا تم بشكل رسمي ووفق تصميم معد وليس تجاوزا ‪,‬سبب‬
‫هذا مشاكل النقل والتلوث اضافة الى االخطار االخرى ‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )10‬خطوط الضغط العالي المارة بمنطقة الدراسة‬


‫‪ -5‬تأثير التخطيط الحضري على التلوث البيئي في منطقة الدراسة‬
‫من خالل التحليل السابق الحظنا لتجاوز على محددات ومعايير التخطيط الحضري ‪.‬‬
‫هذا التجاوز شمل معايير تخطيط الشوارع ومعايير خطوط الضغط العالي ومحددات المناطق‬
‫الصناعية والتجارية ‪ ,‬لكن ما فاقم االوضاع سوء هو تركز هذه المشاكل كلها في منطقة واحدة‬

‫‪ - 19‬الزبيدي‪ ,‬صبيح لفتة و جاسم‪ ,‬احسان عباس ‪.‬التوسع الحضري المستدام ‪ .‬مدينة الكوت انموذجا ‪ .‬مؤتمر كلية الهندسة ‪.‬الجامعة المستنصرية ‪2014 .‬‬

‫‪18‬‬
‫وهي شارع داموك التجاري (الشارع الفاصل ين محلتي الدراسة ) فقد قل عرضه بشكل كبير من‬
‫‪ 100‬متر الى ‪ 25‬متر وبخط وحد الى خطين واصبح شارع تجاري وتسللت له االنشطة‬
‫الصناعية فضال عن مرور اعمدة الضغط العالي فيه ‪ ,‬وبشكل اقل في الشارع بين حي الحقوقيين‬
‫وحي الحرية الذي قل عرضه من ‪ 30‬متر وبخطين الى ‪ 12‬متر وبخط واحد ونافست االنشطة‬
‫التجارية حركة المركبات ‪ .‬هذه ابرز تأثيرات التخطيط الحضري على البيئة في منطقة الدراسة‬
‫والتي اثرت تأثير سلبي كبير على البيئة وبكافة انواع التلوث‬

‫ا‪ -‬تلوث الهواء‬


‫حدث تلوث الهواء نتيجة قرب الحي الصناعي وعدم وجود حزام اخضر يفص المنطقة‬
‫الصناعية عن بقية االنشطة ‪ .‬كما كان لالزدحام الكبير في حركة المرور والناتج عن الخلل في‬
‫هرمية الشوارع ووجود االنشطة الصناعية التجارية وكذلك وجود اعمدة الضغط العالي ‪ ,‬هذه‬
‫االسباب ادت الى زيادة تلوث الهواء الناتج عن المركبات‬
‫ب‪ -‬النفايات الصلبة‬
‫ان هذه االنشطة تسببت جود النفايات الموجودة على تلك الشوارع بسبب بقايا النشاط‬
‫الصناعي ‪-‬التجاري ‪ ،‬وما يصاحب ذلك من اثار بيئية سيئ ٍة على السابلة القاطنين قرب تلك‬
‫الشوارع ‪ ،‬وكذلك تكاثر نسبة الغبار والملوثات بسبب الحركة الكثيفة للسيارات ‪ ،‬ان اغلب‬
‫االنشطة في هذا الشارع ال تكتفي بحدود القطع بل تتجاوزه الى االرصفة وحوض الشارع‬
‫وتودي الى غلق الرصيف امام السابلة ويضطرون نتيجة ذلك الى استعمال حوض الشارع‬
‫ومشاركتهم السيارات في الحركة‪.‬‬
‫ج – تلوث المياه‬
‫ال توجد لحد اآلن وفي عموم المحافظة واسط ومنها مدينة الكوت شبكة مجاري صرف‬
‫صحي تعمل حاليا بل توجد شبكات مجاري مياه أمطار متجاوز عليها ‪ ,‬وفي منطقة الدراسة‬
‫ونتيجة االنشطة الصناعية يتم تصريف الزيوت والشحوم والدهون غير القابلة للذوبان بالماء‬
‫وكذلك المواد تحتوي على مواد صلبة مثل الخشب الرمال ‪ ،‬الزجاج ‪ ،‬البالستيك ‪...‬الخ وتلقى‬
‫مباشرة الى نهر دجلة ‪ .‬علما ان هذه المواد والتي تسبب أضرارا ً لمشروع الصرف الصحي أو‬
‫تتعارض مع أعمال الصيانة وتشغيل محطة التنقية في حالة وجوده ‪.‬‬
‫د‪ -‬التلوث الكهرومغناطيسي‬
‫نتج هذا النوع من التلوث لعدم االلتزام بمعاير وزارة الكهرباء بخصوص المسافة التي تفصل‬
‫االنشطة عن خطوط الضغط العالي والنتيجة ان النشطة السكنية والتجارية والصناعية اصبحت‬
‫قريبة جدا من هذه الخطوط واحيانا تمارس تحت الخطوط ‪ ,‬ادى هذا الى تعرض عدد كبير من‬
‫السكان الى هذه االخطار فضال عن االخطار الناتجة عن الحوادث التي تصيب هذه الشبكات‬
‫كانقطاع الخطوط او سقوط االبراج نتيجة العواصف والرياح ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬التلوث الضجيجي‬
‫ان االزدحام الكبير في حركة المرور والناتج عن االسباب المبينة سابقا سبب تلوث ضجيجي‬
‫بسبب اصوات محركات المركبات واصوات منبهاتها ‪ .‬كما ان االنشطة الصناعية والتجارية في‬
‫المناطق السكنية بددت الهدوء الذي تحتاجه هذه المناطق‪.‬‬
‫و‪ -‬التلوث البصري‬

‫‪19‬‬
‫ان وجود الورش الخاصة بتصليح السيارات وما سببته من االزدحام وتحويل واجهات‬
‫الدور السكنية الى مخازن لقطع الغيار و القذارة واألوساخ المتسببة عنها‪ ،‬اثرت سلبا على‬
‫التلوث البصري ‪ ,‬كما ان طريقة بناية هذه الحالت والورش بشكل غير مدروس وبعضها بمواد‬
‫غير دائمه‪ .‬ويجمعها كلها عدم التزامها بمعايير انشاء العمارات التجارية ‪ .‬ان خطوط الضغط‬
‫العالي تساهم ايضا بتشويهه منظر المدينة كل هذه العوامل ضررت العامل الجمالي للمنطقة‬

‫االستنتاجات‬
‫إن التخطيط الحضري الذي ال يعتمد االسلوب السليم والذي يلتزم بمعايير ومحددات‬
‫التخطيط ويحدد نتيجة عدم ادراك العالقات السببية بين التخطيط الحضري وتلوث البيئة سوف‬
‫يؤدي الى اضرار بيئية وخسائر اقتصادية وآثار اجتماعية كبيرة على المدى القريب والبعيد ‪ ,‬إذ‬
‫انه سوف يسهم في رفع كلفة التي تدفعها المجتمعات نتيجة التلوث ‪.‬‬
‫كما تبين ان نسبة كبيرة من مشاكل التلوث البيئية كان نتيجة اخفاق الجهات التخطيطية في تنفيذ‬
‫المخطط االساس الذي وضع اصال للسيطرة على المدينة والتحكم فيها ‪.‬‬
‫ضعف المشاركة المجتمعية لتحسين بيئة المجتمعات المحلية ‪ .‬اذ ال نرى رد فعل من‬
‫سكان المنطقة ولكن رغم وضوح المشاكل الكبيرة في منطقة الدراسة والتي تشمل المشاكل‬
‫االجتماعية واالقتصادية فضال عن المشاكل البيئة ‪ .‬بل العكس صحيح ‪ .‬فكثير من السكان‬
‫يرغبون باألنشطة ‪ -‬الصناعية التجارية كي تتحسن قيمة عقاراتهم ‪.‬‬

‫التوصيات‬
‫ان افضل وسيلة لحلول مشاكل المناطق الحضرية هو في مرحلة التخطيط ‪ ,‬كون التعامل مع‬
‫بيئة حضرية مشيدة يكون عادة بالغ الصعوبة الن البيئة اصبح لها كيانات مادية على االرض‬
‫واصبح هناك حقوق قانونية ال صحاب العقارات ‪ .‬لذلك فان اي اقتراح بإزالة بعض المشيدات‬
‫ل تطبيق المعايير والمحددات التخطيطية سوف يفرض كلف كبيرة جدا فضال عن الصعوبات‬
‫القانونية ‪ .‬لذلك سوف تركز االستنتاجات على االجراءات التي يمكن تطبقاها دون اللجوء الى‬
‫قرارات االزالة وهي كاالتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬االلتزام بمعايير ومحددات التخطيط الحضري اثناء التخطيط (التصميم ) واثناء التنفيذ ‪.‬‬
‫ودراسة المقترحات بجدية ومن كافة الجوانب وخصوصا تغير االستعمال‬
‫‪ -2‬رفع خطوط الضغط العالي من داخل المدينة الى مناطق غير مسكونة ‪ .‬الن هذا االجراء‬
‫اسهل من رفع المشيدات التي يغلب ملكيتها للسكان‬
‫‪ -3‬ابعاد خطوط النقل العام الواصلة الى حي الشهداء من المرور بمنطقة الدراسة ‪ ,‬يمكن ان‬
‫تمر بشارع دور العمال والحي العسكري وتربط بشارع الشهداء الشرياني‬
‫‪ -4‬حضر االنشطة الصناعية بشكل حازم في المناطق السكنية ‪ .‬وتشرع قوانين تردع اي‬
‫انشطة تظر بالسكان‬
‫‪ -5‬محاولة احاطة المنطقة الصناعية بحزام اخضر لتقليل كل انواع الملوثات الناتجة عن هذه‬
‫االنشطة ‪ .‬ومن جميع االتجاهات‬

‫‪20‬‬
‫المصادر‬

‫‪ -‬جاسم ‪ ,‬احسان عباس ‪ .‬تحليل العالقة بين استخدامات االرض ومنظومة النقل الحضري ‪.‬‬
‫رسالة ماجستير مقدمة إلى معهد التخطيط الحضري واإلقليمي للدراسات العليا جامعة‬
‫بغداد‪2008.‬‬
‫‪ -‬الجنابي‪ ،‬عايد جسام‪ ،‬تخطيط المناطق الصناعية في المحافظات كوسيلة لتنظيم استعماالت‬
‫االرض‪ ،‬اطروحة دكتوراه مقدم الى مركز التخطيط الحضري واالقليمي‪.،1999 ،‬‬
‫‪ -‬الدليمي‪ ,‬خلف حسين علي ‪ .‬التخطيط الحضري‪ .‬اسس ومفاهيم‪ .‬الدار العلمية للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫األردن‪2002 .‬‬
‫‪ -‬الزبيدي‪ ,‬صبيح لفتة وجاسم‪ ,‬احسان عباس ‪.‬التوسع الحضري المستدام ‪ .‬مدينة الكوت انموذجا‬
‫‪ .‬مؤتمر كلية الهندسة ‪.‬الجامعة المستنصرية ‪2014 .‬‬
‫‪ -‬الجواري ‪,‬سارة محمود ‪ .‬العالقة بين شبكات الطرق و النمو الحضري مدينة بغداد ‪ .‬رسالة‬
‫ماجستير مقدمة إلى معهد التخطيط الحضري واإلقليمي للدراسات العليا جامعة بغداد ‪.2012.‬‬
‫‪ -‬عبد الحسن‪ ,‬جواد عبد الكاظم و عفج ‪ ,‬عدنان حسن ‪.‬تأثير محطات توليد وخطوط نقل الطاقة‬
‫الكهربائية ذات الضغط الفائق على العاملين والساكنين في المناطق المحيطة‪ .‬المجلة العراقية‬
‫للعلوم والتكنولوجيا المجلد ‪ 4‬العدد ‪ 6‬لسنة ‪2013‬‬
‫‪ -‬الكناني‪ ،‬كامل كاظم بشير‪ ،‬الموقع الصناعي بين آلية النظام الرأسمالي ومتطلبات التنمية في‬
‫الدول النامية‪ ،‬بحث مقدم الى المؤتمر العلمي الثاني‪ 1994 ،‬الى مركز التخطيط الحضري‬
‫واإلقليمي‪ /‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫‪ -‬فاروق عباس ‪ ,‬الطرق والتخطيط الحضري‪ ,‬منشاة المعارف‪ ,‬االسكندرية‪,1994 ,‬‬
‫‪ -‬لفـته‪ ,‬سـعاد جابـر ‪ .‬استخدام أسلوب تقييم التأثير البيئي في االستدالل على االثار المصاحبة‬
‫للمشاريع الصناعية ضمن المخططات االساسية للمدن ‪.‬رسالة ماجستير مقدمة المعهد العالي‬
‫للتخطيط الحضري واالقليمي – جامعة بغداد‪. 2006.‬‬
‫‪ -‬وزارة الكهرباء ‪.‬دائرة التخطيط والدراسات ‪ .‬تعليمات وشروط تجهيز الطاقة الكهربائية‬
‫‪ . 1999.‬العراق‬

‫‪- Anthony J. catanese, & James C.snyder, 1979 ,"Introduction To‬‬


‫‪Urban Planning" ,McGraw-Hill Book Company New York‬‬
‫‪- Blowers, Andrew and Evans, Bob . Town Planning into the 21st‬‬
‫‪Century, Earthscan Publications Ltd, London, 1997.‬‬
‫‪- Kahn, Matthew E. green cities Urban Growth and the Environment.‬‬
‫‪brookings institution press Washington, D.C. 2006 .‬‬
‫‪- Isard, W., Methods Of Regional Analysis, Ov Introduction To‬‬
‫‪Regional Sciences M.I, T. Press U.S.A, 1960, P.‬‬
‫‪- Chapin, Stuart, Jr “Urban land use planning” University of Illinois‬‬
‫‪Press, chicago,London-1972.‬‬

‫‪21‬‬
- Ordnance Survey National Grid . design guidelines for development
near high voltage overhead lines. . www.nationalgrid.com/uk
- Paterson. William, Land use Planning, Techniques of Implementation,
Nostrand Rein Hold Company, New york, 1979,
- Levinson, David and Krizek ,Kevin J. Planning for place and plexus:
metropolitan land use and Transport. Rutledge is an imprint of the
Taylor and Francis Group, London. 2008 .
- Tom Kloster, "Linking Land Use and Transportation Through Street
Design" 2004
www.metro_regon.org

22

You might also like