You are on page 1of 19

‫تعريف ومعنى فضاء في معجم المعاني الجامع ‪ -‬معجم عربي عربي‬

‫فضاء‪( :‬اسم)‬
‫الجمع‪ :‬أ ْف ِ‬
‫ضيَة‬
‫ضا ُء‪ :‬ما اتَّسع من األرض‬
‫ال َف َ‬
‫ال َف َ‬
‫ضا ُء‪ :‬الخالي من األرض‬
‫ال َف َ‬
‫ضا ُء من الدار‪ :‬ما اتسع من األرض أمامها‬
‫ضا ُء‪ :‬ما بين الكواكب والنجوم من مسافات ال يعلمها إِالَّ هللا‬
‫ال َف َ‬
‫ضا‬
‫مصدر ف َ‬
‫تعريف ومعنى فضاء في قاموس المعجم الوسيط‪ ،‬اللغة العربية المعاصر‪ .‬قاموس عربي عربي‬
‫فَ َ‬
‫ضاء‬
‫جمع‪ :‬أ َ ْف ِ‬
‫ضيَة‪[ .‬ف ض و]‪( .‬مصدر َف َ‬
‫ضا) ‪.‬‬

‫س َع ِمنَ األ َ ْر ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ضاء شَا ِسع‪َ :‬ما اتَّ َ‬
‫‪ -1‬فَ َ‬
‫اء‪.‬‬
‫ض ِ‬‫ِق ِفي ْال َف َ‬ ‫َاظ َر ْي ِه إِلَى فَ ْو ُق َو َ‬
‫طفِقَ يُ َحد ُ‬ ‫ض‪ .‬أَ َد َ‬
‫ار ن ِ‬ ‫اء‪ .‬فِي ْال َج ِو‪ ،‬أ َ ْ‬
‫ي َما يَ ْعلُو األ َ ْر َ‬ ‫ض ِ‬‫‪ - 2‬يُ َح ِل ُق فِي ْال َف َ‬
‫سا َحت ُ َها َو ْال َم َدى ْال َوا ِس ُع ْال ُم ِحي ُ‬
‫ط بِ َها ‪.‬‬ ‫ضا ُء ْال َمدِينَ ِة‪ِ :‬م َ‬
‫‪ -3‬فَ َ‬
‫سا َحت ُ َها ْال َوا ِس َعةُ ‪.‬‬ ‫‪ -4‬أ َ ْرض فَ َ‬
‫ضاء‪ِ :‬م َ‬
‫ي ْال َب ِعيد‪...‬‬ ‫ي‪ْ :‬ال َج ُّو ْالخ ِ‬
‫َار ِج ُّ‬ ‫ضا ُء ْالخ ِ‬
‫َار ِج ُّ‬ ‫‪ْ - 5‬ال َف َ‬
‫المرجع‪ :‬موقع المعاني‪:‬‬
‫‪/https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A1‬‬

‫تعرف الفضاء في قاموس اوكسفورد‪:‬‬


‫االسم الشامل ‪mass noun‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.A continuous area or expanse which is free, available, or unoccupied‬‬
‫منطقة أو مساحة مستمرة خالية أو متاحة أو غير مأهولة‪.‬‬
‫االسم المعدود‬
.‫مساحة من األرض ال تشغلها المباني‬
.An area of land which is not occupied by buildings
.An area rented or sold as business premises
.‫منطقة مستأجرة أو مباعة كمنشأة تجارية‬
.A blank between printed, typed, or written words, characters, numbers, etc
.‫فراغ بين الكلمات المطبوعة أو المكتوبة أو المكتوبة والحروف واألرقام وما إلى ذلك‬
.Music count noun Each of the four gaps between the five lines of a stave
.)‫االسم الموسيقي المعدود كل واحدة من الفجوات األربع بين خمسة خطوط من الرقيق (السلم الموسيقي‬
2
.The dimensions of height, depth, and width within which all things exist and move
.‫أبعاد الطول والعمق والعرض التي توجد بها كل األشياء وتتحرك‬
.The physical universe beyond the earth's atmosphere
.‫الكون المادي خارج الغالف الجوي لألرض‬
The near-vacuum extending between the planets and stars, containing small amounts of
.gas and dust
.‫ التي تحتوي على كميات صغيرة من الغاز والغبار‬،‫بالقرب من فراغ يمتد بين الكواكب والنجوم‬

Mathematics A mathematical concept generally regarded as a set of points having some


.specified structure
.‫الرياضيات يعتبر المفهوم الرياضي عموما مجموعة من النقاط ذات بنية محددة‬
.‫مفهوم رياضي يعتبر بشكل عام مجموعة من النقاط ذات هيكل محدد‬
3
An interval of time (often used to suggest that the time is short considering what has
happened or been achieved in it)
)‫فترة زمنية (غالبًا ما تستخدم لإلشارة إلى أن الوقت قصير بالنظر إلى ما حدث أو تم تحقيقه فيه‬
4
.The portion of a text or document available or needed to write about a subject
.‫جزء من نص أو مستند متوفر أو مطلوب للكتابة حول موضوع ما‬
Pages in a newspaper or magazine, or time between television or radio programmes,
.available for advertising
.‫ متاحة لإلعالن‬،‫ أو وقت بين البرامج التلفزيونية أو اإلذاعية‬،‫صفحات في صحيفة أو مجلة‬
.Capacity for storage of data in a computer or other digital device
.‫القدرة على تخزين البيانات في جهاز كمبيوتر أو أي جهاز رقمي آخر‬
.The freedom to live, think, and develop in a way that suits one
.‫حرية العيش والتفكير والتطور بطريقة تناسب الفرد‬
6
Telecommunications
‫االتصاالت السلكية والالسلكية‬
.One of two possible states of a signal in certain systems
.‫واحدة من حالتين محتملتين لإلشارة في أنظمة معينة‬
The opposite of mark
‫عكس العالمة‬

VERB ‫الفعل‬
1
with object ‫مع المفعول به‬
.Position (two or more items) at a distance from one another
.‫الموضع (مادتين أو أكثر) على مسافة من اآلخر‬
. (in printing or writing) put blanks between (words, letters, or lines)
.)‫(في الطباعة أو الكتابة) وضع الفراغات بين (الكلمات أو الحروف أو الخطوط‬
2
be spaced out" or "space outinformal Be or become euphoric or unaware of one's
.surroundings, especially from taking drugs
‫أن تكون متباعدة أو "الفضاء الخارجي" أو أن تصبح مبته ًجا أو غير مدرك لمحيط الشخص‪ ،‬خاصةً من تعاطي‬
‫المخدرات‪.‬‬
‫األصل ‪Origin‬‬
‫‪Middle English: shortening of Old French espace, from Latin spatium. Current verb‬‬
‫‪.senses date from the late 17th century‬‬
‫اللغة اإلنجليزية الوسطى‪ :‬تقصير ‪ espace‬اللغة الفرنسية القديمة‪ ،‬من الالتينية ‪ .spatium‬يرجع تاريخ الفعل‬
‫الحالي إلى أواخر القرن السابع عشر‪.‬‬
‫المرجع‪:‬‬
‫‪https://en.oxforddictionaries.com/definition/space‬‬

‫الفضاء ‪Space‬‬
‫تعريف الفضاء بواسطة ميريام وبستر (قاموس وبستر) ‪Definition of Space by Merriam-Webster‬‬
‫اسم ‪noun‬‬
‫فترة من الوقت أيضا‪ :‬مدته ‪a period of time also: its duration‬‬
‫‪2‬‬
‫‪a limited extent in one, two, or three dimensions: DISTANCE, AREA, VOLUME‬‬
‫على نطاق محدود في واحد أو اثنين أو ثالثة أبعاد‪ :‬مسافة‪ ،‬مساحة‪ ،‬حجم‪.‬‬
‫‪an extent set apart or available‬‬
‫إلى حد بعيد أو متوافر‬
‫‪parking space‬‬
‫‪floor space‬‬
‫أماكن لوقوف السيارات‬
‫مساحة أرضية‬
‫‪the distance from other people or things that a person needs in order to remain‬‬
‫‪comfortable‬‬
‫المسافة من األشخاص اآلخرين أو األشياء التي يحتاجها الشخص من أجل البقاء مرتا ًحا‬
‫‪3‬‬
one of the degrees between or above or below the lines of a musical staff — compare
LINE
‫واحدة من الدرجات بين أو أعلى أو أسفل خطوط الفرقة الموسيقية – خط مقارنة‬
4
a boundless three-dimensional extent in which objects and events occur and have
relative position and direction
‫مدى ال حدود له ثالثي األبعاد تحدث فيه األشياء واألحداث ويكون لها موضع واتجاه نسبي‬
physical space independent of what occupies it
‫الفضاء المادي مستقل عما يشغله‬
5
the region beyond the earth's atmosphere or beyond the solar system
‫المنطقة خارج الغالف الجوي لألرض أو خارج النظام الشمسي‬
6
a blank area separating words or lines
‫مساحة فارغة تفصل الكلمات أو الخطوط‬
material used to produce such blank area
‫المواد المستخدمة إلنتاج المساحة الفارغة‬
especially: a piece of type less than one en in width
‫ قطعة من النوع أقل من واحد بالعرض‬:‫خاصة‬
a set of mathematical elements and especially of abstractions of all the points on a line,
in a plane, or in physical space
‫ أو في الفضاء المادي‬،‫ في مستوى‬،‫مجموعة من العناصر الرياضية وخاصة تجريدات كل النقاط على خط‬
especially: a set of mathematical entities with a set of axioms of geometric character —
compare METRIC SPACE, TOPOLOGICAL SPACE, VECTOR SPACE
،‫ مجموعة من الكيانات الرياضية مع مجموعة من البديهيات ذات الطابع الهندسي – قارن الفضاء المتري‬:‫خاصة‬
‫ الفضاء النشط‬،‫الفضاء التوبولوجي‬
8
LINAGE
‫عدد األسطر‬
‫‪broadcast time available especially to advertisers‬‬
‫وقت او فاصل زمني مخصص لإلعالن اثناء بث البرامج‬
‫وقت البث المتاحة خاصة للمعلنين‬
‫‪accommodations on a public vehicle‬‬
‫اإلقامة على سيارة عامة‬
‫‪9‬‬
‫‪the opportunity to assert or experience one's identity or needs freely‬‬
‫الفرصة لتأكيد أو معرفة هوية الفرد أو احتياجاته بحرية‬
‫‪an opportunity for privacy or time to oneself‬‬
‫فرصة للخصوصية أو وقت لنفسك‬
‫فعل ‪verb‬‬
‫فعل متعد ‪transitive verb‬‬
‫‪to place at intervals or arrange with space between —often used with out‬‬
‫لوضعها على فترات أو الترتيب مع المساحة بين ‪ -‬المستخدمة مع الخارج‬
‫وضع االشياء على فترات او ترتيها في مجموعات مع ترك فواصل بينها‬
‫فعل الزم ‪intransitive verb‬‬
‫)‪to leave one or more blank spaces (as in a line of typing‬‬
‫لترك واحد أو أكثر من المساحات الفارغة (كما هو الحال في خط الكتابة)‬
‫الفضاء لغة‪:‬‬
‫ورد في لسان العرب في مادة "فضا" فصل "الفاء"‪« :‬الفضاء هو المكان الواسع من األرض والفعل فضا يفضو فضوا‪،‬‬
‫فهو فاض‪ ،‬وقد فضا المكان وأفضى أي اتسع‪ ،‬وأفضى فالن إلى فالن أي وصل إليه‪ ،‬وأصله أنه صار في فرجته‬
‫وفضائه وحيزه‪ ،‬والفضاء‪ :‬الخالي الفارغ‪ ،‬الواسع من األرض‪ ،‬والفضاء الساحة وما اتسع من األرض واستوى»‪.‬‬
‫(ابن منظور‪ ،2005 ،‬ص‪.)158 - 157 .‬‬
‫وقال الفيتومي‪ :‬في مادة (ف‪.‬ض‪.‬و) « بالمد المكان الواسع‪ ،‬وفضا المكان فضوا من باب قعد إذا اتسع فهو فضاء‪،‬‬
‫وأفضى الرجل بيده إلى األرض باأللف مسها بباطن راحته»‪( .‬الفيتومي‪ ،1987 ،‬ص ‪.)181‬‬
‫وفي معجم الرائد ينصرف المعنى إلى االتساع أيضا‪« :‬فضا‪ ،‬يفضو فضاء وفضوا جمع أفضية‪ ،‬الساحة وما اتسع من‬
‫األرض»‪( .‬الرائد‪ ،2005،‬ص‪.)669 .‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫أبو الفضل جمال الدين محمد بن مکرم بن منظور اإلفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد ‪ ،15‬ط‪ ،2005 ،4‬دار‬
‫صادر للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪.158 - 157 :‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة "قضا"‪ ،‬مج ‪ ،5‬ص ‪. 139‬‬
‫أحمد بن محمد بن علي الفيتومي المقری‪ ،‬المصباح المنير معجم عربي – عربي‪ ،1987 ،‬مادة "ف ض‪ .‬و"‪ ،‬ص‬
‫‪. 181‬‬
‫جبران مسعود‪ ،‬الرائد‪ ،‬معجم ألفبائي في اللغة واإلعالم‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪2005 ،3‬م ص ‪.669‬‬

‫الفضاء اصطالحا‪:‬‬
‫الفضاء مصطلح شائع بين كثير من النقاد العرب‪ ،‬وهو مصطلح جديد في االستعمال النقدي العربي المعاصر فلم يكن‬
‫له حضور واضح في الكتابات العربية التي كتبت منذ ثالثين عاما (خمسون عاما نسبة لوقتنا الحاضر)‪ ،‬ولقد شاع‬
‫استعماله نتيجة للمصطلحات الجديدة التي دخلت على اللغة العربية‪ ،‬وخصوصا الفرنسية واإلنجليزية»‪( .‬مرتاض‬
‫‪ ،1998،‬ص‪.)122 .‬‬
‫كما انه العالم الفسيح الذي تنتظ م فيه الكائنات واألشياء واألفعال‪ ،‬وبقدر ما يتفاعل اإلنسان مع الزمن يتفاعل مع‬
‫الفضاء‪ ،‬بل يمكننا القول‪ :‬إن تاريخ اإلنسان هو تاريخ تفاعالته مع الفضاء‪ ،‬ما يدفعنا للقول بأنه ال يمكن ألي كائن أن‬
‫يعيش خارج الفضاء‪( .‬نجمي ‪ ،2000،‬ص‪.)32 .‬‬
‫ويرى البوريمي بان الفضاء "مصطلح متسع الداللة يحتوي على أشياء متباينة ومتعددة ال حصر لها‪ ،‬بدءا من المساحة‬
‫الورقية التي يتحقق عبر بياضها جسد الكتابة إلى مكان الزمان‪/‬األشياء‪/‬األحداث‪/‬اللغة التي تقع تحت سلطة إدراكنا عبر‬
‫أنماط السرد والتي تجسد عالم الرواية" (فوزية ‪ ،2011،‬ص‪.)245 .‬‬
‫يعرفه عزوز أنه الفضاء الرحب الواسع او الممتد الذي يحددنا ونحدده‪ ،‬ويحيط بنا من كل جانب‪ ،‬من فوقنا ومن تحتنا‪،‬‬
‫وعن أيماننا وشمائلنا‪ ،‬فهو ال نهائي‪ ،‬يؤدي دورا ذا أهمية في عملية الفهم والتفسير باعتباره مكونا من مكونات الخطاب‬
‫األدبي‪( .‬عزوز ‪ ،2010،‬ص‪.)41- 40 .‬‬
‫ويرى نجمي ان الفضاء عنصرا مهما في ترتيب العالقات االجتماعية والثقافية‪ ،‬ووعي وسلوك األفراد والجماعات‪،‬‬
‫وتنظيم أفعال الكائنات‪ ،‬والتي تنبه إلى نوع من اختراق الفضاء لنا‪ ،‬ألجسادنا‪ ،‬ألفكارنا‪ ،‬لوجداننا ولمعارفنا‪ " ،‬ولقد‬
‫شكل الفضاء على الدوام محايثا للعالم‪ ،‬تنتظم فيه الكائنات واألشياء واألفعال‪ ،‬معيارا لقياس الوعي والعالئق والتراتبيات‬
‫الوجودية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ومن ثمة تلك التقاطبات الفضائية التي انتبهت إليها الدراسات األنتروبولوجية في‬
‫الوعي وسلوك األفراد والجماعات "‪( .‬نجمی ‪ ،2000،‬ص‪.)5 .‬‬
‫فالفضاء اصطالحا هو الحيز الزماني الذي تظهر فيه األشياء ملتبسة باألحداث‪( ،‬البوريمي‪ ،1983 ،‬ص‪.)21 .‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫عبد الملك مرتاض‪ ،‬في نظرية الرواية ابحث في تقنيات السرد"‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪ 1998‬م‪ ،‬ص ‪. 122‬‬
‫حسن نجمي‪ ،‬شعرية الفضاء السردي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪.‬‬
‫فوزية لعيوس غازي الجابري‪ ،‬التحليل البنيوي للرواية العربية‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬طا‪،1‬‬
‫‪2011‬م‪.‬‬
‫عزوز علي إسماعيل‪ ،‬شعرية الفضاء الروائي عند جمال الغيطاني‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬دار العين للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫حسن نجمی‪ ،‬شعرية الفضاء السردي‪ .‬المتخيل والهوية في الرواية العربية‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬المركز الثقافي العربي‪،‬‬
‫الدار البيضاء (المغرب)‪ ،‬بيروت (لبنان)‪.‬‬
‫منيب محمد البوريمي‪،‬الفضاء الروائي في الغربة‪ :‬االطار والداللة‪ ،‬مشروع النشر المشترك‪ ،‬درا الشؤون الثقافية‬
‫العامة ‪ -‬بغداد‪ ،‬ودار النشر المغربية – الرباط‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫((معنى المحايثة‪ :‬أي أن المقصود بالتحليل المحايث في النهاية أن النص ال ينظر إليه إال في ذاته مفصوال عن أي‬
‫شيء يوجد خارجه والمحايثة تكون بهذا المعنى عزال للنص عن سياقه أو بحثا عن الشروط الداخلية المتحكمة في‬
‫إيجاد الداللة والتخلص عن كل ما هو خارجي إحالي‪ ،‬فالمعنى هو أثر ناتج عن شبكة من العالقات الرابطة بين‬
‫العناصر بحسب فيصل األحمر‪ ،‬وقد انتقلت المحايثة من البنيوية إلى السيمائية وأصبحت مصطلحا ً رئيسا من‬
‫مصطلحات السيمائية‪ ،‬ولم يكتف بارت بإنشاء نقد محايث فحسب كما يشير إلى ذلك فاضل تامر بل إنه مزج‬
‫السيمائية المحايثة بالسيما ئية التأويلية حيث انتقل من دراسة المعنى إلى دراسة معنى المعنى في إطار مستوى‬
‫اإليحاء‪.))...‬‬
‫مفهوم الفضاء‪:‬‬
‫استحوذ " الفضاء " بمفهومه العام على جيز كبير من تفكير الفالسفة والمفكرين عبر التاريخ وكان محورا مهما ً قام‬
‫حوله جدل فكري واسع‪ ,‬ولو بدءنا عربيا فقد عرف الفيلسوف االسالمي الكندي الفضاء بأنه " نهايات الجسم ويقال هو‬
‫التقاء افقي المحيط والمحاط به " ويقول في موضع اخر " هو محيط المتمكن‪ ،‬فهو السطح الخارجي من المحتوى‪،‬‬
‫المماس للسطح الداخلي من الحاوي"‪ ,‬وان مصطلح (‪ )espace‬الفرنسي و (‪ )space‬اإلنجليزي مشتقة لفظة‬
‫(‪ )spatuirn‬الالتينية‪ ،‬التي تعني في األصل االمتداد والالمحدود والذي يحوي كل االمتدادات الجزئية المحددة‪ ،‬في‬
‫حين لم يعرف اإلغريق لفظة (الفضاء)‪ ،‬فلم تظهر في لغتهم كلمة تدل على الفضاء‪ ،‬إنما عرفوا لفظة )‪ (Topos‬وتعني‬
‫(موقع)‪( .‬اليوسف‪ ،2000،‬ص‪ .)25.‬فالفضاء هو العالم الفسيح والواسع الذي تنتظم فيه الكائنات واألشياء واألفعال‪،‬‬
‫ويتفاعل االنسان مع الفضاء بالقدر الذي بتفاعل فيه مع الزمن‪ ،‬بل يمكننا القول‪ :‬إن تاريخ اإلنسان هو تاريخ تفاعالته‬
‫مع الفضاء أساسا ‪(.‬نجمي ‪ ،2000،‬ص‪.)32.‬‬
‫فالفضاء ليس ثابتا ً وال هو بجامد بل كيان اجتماعي ينتج من عالقة االفراد مع بعضهم البعض‪ ،‬ولهذا يعرف الفضاء‬
‫من خالل األنشطة والتفاعل‪( .‬العنبكي‪ ,2013 ,‬ص‪ ،)1‬كما عد ‪ Leucippus‬الفضاء بانه "حقيقة على الرغم من عدم‬
‫اتصافه بالمادية" ‪ ,‬اما لوكريتس فيرى "بأن الطبيعة مكونة من االجسام ‪ Bodies‬والفراغ ‪ Emptiness‬وفي الفراغ‬
‫تتحرك االجسام وتأخذ مواقعها"‪( ،‬البياتي‪ ،2005 ،‬ص‪ ,)32.‬وأشارت كفاح الى انه "يمثل ظاهرة طبيعية مجردة‬
‫ومستمرة مرتبطة بنشاط انساني ضمن تكوينه المادي ويتحدد بالعناصر المادية‪ ،‬كما ويتعلق بالعمليات الحسية المدركة‪،‬‬
‫فقد يكون ضيق او متسع‪ ،‬ومن الناحية الشكلية فقد يكون مغلق او شبه مغلق‪ ،‬منتظم او غير منتظم‪ ،‬متموج او متكسر‪،‬‬
‫وقد تنوع الفضاء بمسميات واصناف حسب ما تناولته الدراسات"‪( .‬لينا‪ ،2017 ،‬ص‪.)33.‬‬
‫الفضاء فلسفيا ً هو الفراغ الذي يحتاج الى تحديد (‪ )Bounding‬ويعين الفرد هوية الحيز من خالل التفاعل بين الذات‬
‫والبيئة لكي يتمكن من تمييزه ‪ ،‬تلك التفاعالت التي تعرف في وقت مبكر في حياة االنسان بايولوجيا ً وثقافيا ً حيث يتعلم‬
‫كيفية تنظيم االنماط البيئية واستيعابها حسيا ً وتضمينها بالمعاني ‪ ,‬رمزيا ً وعمليا ً ‪ ,‬وكذلك الفضاء يتشكل بصورة‬
‫اساسية من خالل العالقة بين الشيء (‪ )Object‬واالنسان الذي يدرك ذلك الشيء حسيا ً من خالل ترتيب وتنظيم‬
‫الرموز اذ انه ذو خاصية تصويرية (العنبكي‪ ,2013 ,‬ص‪ ,)1‬يرتبط الفضاء بنشاط االنسان وتجربته ضمن تكوينه‬
‫المادي من حيث الجمع بين االسم والفعل االنساني ‪ ,‬فالفضاء يمكن ان يطور كبيئة مثالية ألثارة االستجابات العاطفية‬
‫او انتاج سلسلة متكررة من االستجابات الحسية"(البياتي‪ ،2005 ،‬ص‪ .)32.‬وقد ناقش (‪ )Soja‬مفهوم الفضاء ليفهم‬
‫كمنظور مادي واجتماعي مشبع بالمعاني يحوي كل الممارسات اليومية واالجتماعية في مكان معرف ‪ ,‬فالفضاء يتأثر‬
‫بالمجال االجتماعي واالقتصادي والسياسي وما الى ذلك (‪ , )Saar ،2009,p .6‬فالفضاء ليس ثابتا ً وال جامدا ً بل هو‬
‫كيان اجتماعي يشكل عن طريق االفراد وعالقاتهم ببعضهم البعض بالتالي يتم تعريف الفضاء من خالل التفاعل‬
‫واألنشطة (‪ ،)Kempf ،2009,p. 162‬وان تعالق اإلنسان بفضائه المحيط تعالق شديد‪ ،‬ومنذ األزل ارتبط البشر‬
‫بالكرة األرضية‪ ،‬بحكم جاذبيتها من جهة‪ ،‬وألنها المد األوحد الستمراريته؛ بما تزخر به من عناصر لديمومة الحياة‬
‫من جهة أخرى ‪(.‬سويرتي‪ ،‬ص‪ .)76.‬فالفضاء يخترق حياة اإلنسان‪ ،‬ويحس بكينونته أينما حل وارتحل‪ ،‬ويلقي بظالله‬
‫عليه أينما ولى وجهه‪ .‬اذ إنه يعيش فيه ومعه‪ ،‬فال شيء في هذا الكون متحرر من رقبته ومنفصل عنه‪ ،‬وال وجود ألي‬
‫كائن دون فضاء يحويه ويلفه‪ ،‬بل هناك حياة أصال دون فضاء؟‪( .‬زوزو ‪ ،2010،‬ص‪.)3.‬‬
‫استنادا الى ما سبق نجد ان الفضاء يمثل اصطالح يشير الى كيان ال متناهي ممتد يتحدد بالعناصر المادية وينتج من‬
‫العالقة التفاعلية لهذه الموجودات المادية نسبه الى بعضها البعض‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫لينا كفاح‪" ،‬الفضاء التفاعلي في ابنية المكاتب اإلدارية"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة التكنولوجية‪ ،‬بغداد‪.2017 ،‬‬
‫العنكبي‪ ،‬جنان حسن مظلوم‪ "،‬فضاء المابين في العمارة"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة التكنولوجية‪ ،‬بغداد‪.2013 ،‬‬
‫البياتي‪ ،‬نمير قاسم خلف‪ " ،‬ألف باء التصميم الداخلي"‪ ،‬دار الكتب والوثائق‪ ،‬ط‪ ،1‬جامعة ديالى‪ ،‬العراق ‪.2005 ,‬‬
‫أكرم اليوسف‪ ،‬الفضاء المسرحي" دراسة سيميائية"‪ ،‬دار مشرق – مغرب‪ ،‬دمشق‪( ،‬د‪.‬ط)‪.2000 ،‬‬
‫حسن نجمي‪ ،‬شعرية الفضاء السردي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫محمد سويرتي‪ ،‬النقد البنيوي والنص الروائي" نماذج تحليلية من النقد العربي ‪ -2‬الزمن الفضاء – السرد"‪ ،‬إفريقيا‬
‫الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪( ،2‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫زوزو نصير‪ "،‬إشكالية الفضاء والمكان في الخطاب النقدي العربي المعاصر"‪ ،‬بحث منشور‪ ،‬جامعة محمد خضير‪-‬‬
‫سكرة‪ ،‬كلية اآلداب واللغات‪ ،‬قسم اآلداب العربي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.2010 ،‬‬
‫‪Saar and Palang,Maarja and Hannes, “The Dimensions of Place Meaning”,living‬‬
‫‪Rev.landscape,Res,3,2009,3, http://www.living reviews.org/IrIr-2009.‬‬
‫‪Kempf,Petra, “The Journey to (No-) where-Constructing place in aspace of‬‬
‫‪placelessness”,Journal of New Fronties in Spatial Concepts,Universitatsverlag‬‬
‫‪Karlsruhe,ISSN 1868-6648/Volume 1.2009,p.162.‬‬

‫مفهوم المكان‪:‬‬
‫إن المكان مصطلح مبهم وما زال غير مفهوم ويمثل إشكالية قائمة‪ ،‬على الرغم من تناوله من قبل الكثير من الفالسفة‬
‫والعلماء ونقاد العصر الحديث في كتاباتهم‪ .‬وكانت معظم التفسيرات لهذا المصطلح تقع بين الفيزيائية والميتافيزيقية‪،‬‬
‫والمالحظ على هذه الدراسات اختالفها وتباينها ‪ ،‬فكل دراسة تتناوله من وجهة نضر خاصة ومختلفة عن األخرى‬
‫ابتداء من المعنى المعجمي‪ ،‬إذ نجد أن ‪ «:‬كلمة (مكان) مشتقة من الجذور اللغوي "م ‪،‬ك‪ ،‬ن" بمعنى امتالك الشيء‬
‫والتمكن منه» (جبريل ‪ ،2000،‬ص‪ ،)9.‬في حين نجد معجم اللغة واألعالم يفصل في المفردة من خالل العملية‬
‫االشتقاقية فالمكان فيه « هو جمع أمكنة وأمكن وجمع أماكن ( بكسر الكاف)‪ ،‬الموضع وهو المفعل من الكون‪ ،‬ويقال‬
‫هو من العلم بمكان أي له فيه مقدرة ومنزلة ‪ ,‬ويقال هذا مكان هذا أي بدله »‪( .‬المنجد ‪ ،1975،‬ص‪.)771.‬‬
‫يرى أرسطو أن األشياء ال تقيع في فراغ‪ ،‬بل في مكان‪ ،‬وهذا المكان يمتلك قوة ذاتية تؤثر على تلك االشياء وتغير في‬
‫مجرى األحداث‪ .‬واعتبر أرسطو في كتاب (السماع الطبيعي) أن المكان موجود بدليل أنه حيث يوجد الجسم‪ ،‬ويمكن‬
‫أن ينتقل عنه ذلك الجسم ويحل محله جسم أخر‪ ،‬ومن ثم فالمكان يختلف عن أي شيء يشغله او يتحيز فيه‪" ،‬فالمكان‬
‫موجود ما دمنا نشغله ونتحيز فيه‪ ،‬ويمكن إدراكه عن طريق الحركة التي أبرزها حركة االنتقال من مكان إلى آخر‪،‬‬
‫وهو مفارق لألجسام المتمكنة فيه وسابق عليها"‪( .‬الدليمي‪ ،1999،‬ص‪ )18.‬ومن خصائص المكان عند أرسطو‪،‬‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬المكان هو الحاوي األول‪.‬‬
‫‪ -2‬والمكان ليس جزءا من الشيء‪.‬‬
‫‪ -3‬وهو مساو للشيء المحوي‪.‬‬
‫‪ -4‬وفيه األعلى واألسفل‪.‬‬
‫وللمكان عند إقليدس (‪ 265-325‬ق‪.‬م) أبعاد ثالث هي الطول والعرض والعمق‪ .‬ولكن علماء الرياضيات والفيزياء‬
‫في العصر الحديث ومن بينهم جاوس وريمن ولويتشفسكي أثبتوا إمكان وجود مكان غير المكان الذي صوره إقليدس‪.‬‬
‫واعتبروا المكان األقليدي ذا األبعاد الثالث حالة خاصة من المكان المتعدد االبعاد‪ .‬بمعنى أخر يمكن تصور أبعاد‬
‫عديدة للمكان‪( .‬بدوي ‪ ،1984،‬ص‪.)461.‬‬
‫أما ليبنتز (‪1716-1646‬م) فيرى أن "المكان غير موجود بذاته‪ ،‬إنما بنسبته لألشياء‪ ،‬فالمكان ما هو إال ترتيب‬
‫األشياء"‪ .‬ويؤكد بأن المكان ليس له وجود مطلق‪ ،‬وليس جوهرا‪ ،‬وال عرضا لجوهر‪ .‬وهذا يدل على أن المكان عالقة‬
‫لها وجودها‪ .‬وهو نظام وترتيب الظواهر الموجودة معا‪ .‬إذا المكان هو في ذاته شيء ذهني مثالي‪ ،‬ومفهوم ليبنتز‬
‫للمكان يطابق تصور نيقوال القوساوي (‪1464-1401‬م) حول طبيعة المكان‪ ،‬فقد اعتبر القوساوي المكان من إنتاج‬
‫العقل‪.‬‬
‫بينما نجد ان نيوتن (‪ )1727-1642‬رأى أن المكان موجود بذاته‪ ،‬وهو وعاء فارغ يحوي األشياء‪ ،‬وهذا الوعاء له‬
‫صفات وخصائص ال تتأثر بنوعية األشياء الموجودة فيه‪ ،‬فهو مستقل عن المتمكنات‪ ،‬ويوجد بذاته سواء شغلته أم لم‬
‫تشغله االشياء‪ ،‬وهو ثالثي األبعاد‪ ،‬ضروري ومطلق‪( .‬بدوي ‪ ،1984،‬ص‪ ،)462 .‬وقد قسم المكان إلى قسمين وميز‬
‫بينهما فاصطلح على األول بالمكان المطلق‪ ،‬وعلى الثاني بالمكان النسبي «‪...‬إن المكان المطلق في طبيعته الخاصة‬
‫به يبقى دائما مشابها لنفسه وثابتا غير متحرك‪ ،‬أما المكان النسبي فهو يعد متحركا أو واسطة لألماكن المطلقة‪ ،‬التي‬
‫تحددها حواسنا بواسطة وضعها بالنسبة لألجسام‪( ».‬شاهين ‪ ،2001،‬ص‪،)11.‬‬
‫أما جينيز فيرى أن هناك أربعة معان للمكان‪:‬‬
‫‪- "1‬المكان التصوري‪ :‬وهو مكان الهندسة المجردة ‪ ،‬وهو نوع من المكان ليس له وجود إال في عقل اإلنسان الذي‬
‫يخلقه من خالل ا لتفكير فيه‪ ،‬وقد عد إقليدي أو غير إقليدي‪ .‬وهو ينعدم من الوجود عندما يتوقف مبتكره عن التفكير‬
‫به‪.‬‬
‫‪- ٢‬المكان اإلدراكي الحسي‪ :‬وهو واع يمارس أو يسجل أحساسات وينعدم من الوجود بمجرد أن تكف حواسه الشخص‬
‫المدرك‪.‬‬
‫‪- ٣‬المكان الفيزيائي‪ :‬وهو مكان الفيزياء والفلك‪.‬‬
‫‪ - 4‬المكان المطلق‪ :‬هو ذلك النوع من المكان الفيزيائي الذي أدخله نيوتن ليجعل منه أساسا لنظامه الميكانيكي‪ .‬وهو‬
‫مطلق ودائما ما يظل متماثال وغير قابل للحركة‪( .‬رسول ‪ ،2001،‬ص‪.)38-37 .‬‬
‫وفسر (إيمانويل كنت) المكان في كتابه (نقد العقل المحض) في عدد من السمات‪:‬‬
‫‪- ١‬المكان شكل متعال من أشكال الحساسية؛ فهو شكل قبلي (‪ )a priori‬مغروز في طبيعة الذهن‪ ،‬وهو حدس قبلي‬
‫محض (‪ ،)pure intuition‬وليس تجريبيا‪( .‬رسول ‪ ،2001،‬ص‪.)43-42 .‬‬
‫‪- ٢‬ال يمثل المكان خاصية األشياء في ذاتها‪ ،‬وال هذه األشياء في عالقتها فيما بينها‪.‬‬
‫‪ - ٣‬المكان ليس سوى صورة جميع الحواس الخارجية‪ ،‬أي انه لي اال شرط لملكة الحس الذاتي الذي به يكون الحدس‬
‫الخارجي ممكنا لنا ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن الحس‪ -‬بالصورة الثابتة لقدرة التلقي (الدينا)‪ -‬هي الشرط الضروري الالزم لجميع العالقات التي بها نحدس‬
‫الموضوعات بوصفها خارجية‪.‬‬
‫‪ -5‬والحديث عن عدة أمكنة‪ ،‬يقصد بذلك الكالم عن عدة أجزاء المكان واحد أحد وحيد‪( .‬راسل ‪ ،2009،‬ص‪-142 .‬‬
‫‪.)143‬‬
‫ووضح (غاستون باشالر) في "جماليات المكان ‪ -‬شاعرية الفضاء" أن المكان الذي نعيش فيه ليس مكانا متجانسا‬
‫وخاليا‪ ،‬بل هو حيز يحتوي على بعض الصفات األساسية‪ ،‬فقد يكون ضوئيا أثيرا شفافا‪ ،‬أو مظلما موحشا ومغلقا‪ ،‬وقد‬
‫يكون جاريا مثل الماء المتدفق أو ثابتا متجمدا مثل الصخرة‪ ،‬أو هو مكان متغير الخواص‪ ،‬ووجودنا فيه يشير الى اننا‬
‫نحيا داخل مجموعة عالقات ترسم حدود مواقع يتعذر اختزالها‪( .‬باشالر‪.)1980،‬‬
‫وقد أشار الفراهيدي في كتاب العين " المكان في أصل تقدير الفعل " مفعل "‪ ،‬ألنه موضع الكينونة‪ ،‬غير أنه لما كثر‬
‫أجروه في التصريف مجرى الفعال فقالوا مكنا له‪ ،‬وقد تمكن وليس بأعجب من " تمسكن " من المسكين‪ ،‬والدليل على‬
‫أن المكان " مفعل " أن العرب ال تقول‪ :‬هو من مكان كذا وكذا إال بالنصب " (الفراهيدي ‪ ،2004،‬ص‪ ،)790.‬وجاء‬
‫في لسان العرب البن منظور في مادة " كون "‪ :‬أن المكان هو “الموضع‪ ،‬جمع أمكنة وأماكن‪ ...‬والمكانة‪ :‬المنزلة‪،‬‬
‫يقال‪ :‬فالن مكين عند فالن‪ ،‬بين المكانة المنزلة والمكانة الموضع "‪( ،‬ابن منظور ‪ ،2004،‬ص‪ .)790.‬وورد في‬
‫القاموس المحيط للفيروز أبادي أن المكان‪ :‬هو " الموضع‪ ،‬جمع أمكنة وأماكن“‪( ،‬أبادي‪ ،2007،‬ص‪ .)1243 .‬والمكان‬
‫في المعجم الوسيط هو المنزلة يقال‪ :‬هو رفيع المكان والموضع جمع أمكنة" (إبراهيم‪ ،2004،‬ص‪ ،)806 .‬وفي‬
‫ضيًّا َو َال يَ ْر ِجعُونَ ) (سورة يسين‪ ،‬اآلية‬
‫عوا ُم ِ‬ ‫س ْخنَا ُه ْم َعلَ ٰى َمكَانَتِ ِه ْم فَ َما ا ْست َ َ‬
‫طا ُ‬ ‫التنزيل العزيز قال تعالى‪َ ( :‬و َل ْو نَشَا ُء لَ َم َ‬
‫‪ ،).67‬ومكانتهم جمع مكانة‪ ،‬اي منازلهم أو موضعهم‪ .‬ووردت أيضا لفظة مكان في محكم التنزيل بمعنى المستقر كما‬
‫ت ِم ْن أ َ ْه ِل َها َمكَانًا ش َْرقِيًّا) (سورة مريم‪ ،‬اآلية ‪ ،)16‬بمعنى اتخذت لها‬ ‫في قوله تعالى‪َ ( :‬وا ْذ ُك ْر فِي ْال ِكت َا ِ‬
‫ب َم ْريَ َم ِإ ِذ انت َ َبذَ ْ‬
‫مكانا نحو الشرق‪ .‬وورد ايضا في قوله تعالى‪َ ( :‬و َرفَ ْعنَاهُ َمكَانًا َع ِليًّا) (سورة مريم‪ ،‬اآلية ‪ ،)57‬والمكان في هذه اآلية‬
‫يدل على الرفعة والمنزلة العالية‪ ،‬ومن معاني المكان في المعاجم الحديثة‪ :‬الحدوث والوجود والصيرورة واإلقامة‬
‫وعالم الوجود والكون‪ ..‬والمكان‪ :‬موضع كون الشيء‪ ،‬والمكانة‪ :‬الموضع والمنزلة‪ ،‬يقال‪ :‬فالن مكين عند فالن‪ ،‬ويقال‬
‫مكون فيه‪ :‬أي موجود فيه‪ ،‬أو يقال المكين‪ :‬البين‪ ،‬المكانة‪ ،‬أي المنزلة‪( ،‬معلوف ‪ ،2010،‬ص‪ .)704.‬ومثال ذلك‬
‫البيت‪ :‬فهو مكان لما فيه من أثاث الخزانة والخزانة مكانا لما فيها من أشياء مثل العلية وهكذا ‪ ...‬ثم إن البيت الذي هو‬
‫مكان لما فيه ليس مكانا مستقال في شكله بل هو مركب من جدران وهذه الجدران مركبة من البنات والبنات مركبة من‬
‫أجزاء‪ ،‬الحصن واإلسمنت وهكذا ‪ ...‬إلى آخر األجزاء الدقيقة وهي الذرة‪( ،‬مرتاض‪ ،‬ص‪.)224.‬‬
‫أما من الناحية الفكرية الفلسفية فتعددت اآلراء في تحديد مفاهيمه‪ ،‬فالمكان يحتل اهمية في ابحاث الفالسفة اذ أفردوا‬
‫له مكانة خاصة في معظم مؤلفاتهم‪ ،‬وان اختلف اصحابها في تحديد مفهوم محدد له‪ ،‬فقد شغل مفهوم المكان فكر‬
‫الفالسفة منذ افالطون الى وقتنا الحاضر ومازالت الدراسات الفلسفية حوله كثيرة وغير منقطعة‪( .‬العبيدي‪،)1987 ،‬‬
‫فالمكان مفهوم ذهني مجرد ناتج من تعالق األشياء (الجرجاني‪ ،1998 ،‬ص‪ ،)292 .‬فهو نتيجة لهذا عرضا وليس‬
‫جوهرا‪ ،‬يعني أن المكان في حقيقته المادية ال وجود له كشيء مستقل بل هو مركب من أجزاء أخرى تدخل في تكوينه‬
‫(مرتاض‪ ،1995 ،‬ص‪ ، )228 - 227 .‬إذ يرى أفالطون أن المكان هو‪ :‬المسافة الممتدة والمتناهية بتناهي األجسام‪.‬‬
‫وعد أرسطو المكان ثالث لخمسة أشياء مشتملة على الطبائع كلها وهي‪ :‬العنصر والصورة والمكان والحركة والزمان‪،‬‬
‫ويقول إن المكان موجود ما دمنا نشغله ونتحيز فيه‪ ،‬ويمكن إدراكه عن طريق الحركة عند االنتقال من مكان إلى آخر‬
‫(عبيدي‪ ،2011 ،‬ص‪ ،)28 .‬وقسم المكان إلى قسمين (عام وخاص) فالعام هو‪ :‬الحاوي لجميع االجسام‪ ،‬والخاص‪:‬‬
‫وهو اول ما فيه الشيء وهو الذي يحتويك وحدك‪ ،‬فالمكان العام يتشكل من مجموع األمكنة الخاصة‪ ،‬أما المكان الخاص‬
‫فال يحوي أكثر من جسم في زمان واحد ‪.‬‬
‫وقد تبع ارسطو بعض الفالسفة العرب كالكندي والفارابي‪ ،‬وفالسفة أخرون كابي حيان التوحيدي وابن مسکويه‪ ،‬في‬
‫حين اختلف عنهم ابو بكر الرازي والحسن بن الهيثم (جمعة‪.)1990 ،‬‬
‫وقد عرف ابن سينا المكان بانه السطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي‪ ،‬ويقال‬
‫مكان للسطح االسفل الذي يستقر عليه جسم ثقيل‪( ،‬الجنابي‪.)2000 ،‬‬
‫يقول الجرجاني‪(( :‬المكان عند الحكماء هو السطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم‬
‫المحوي وعند المتكلمين هو الفراغ المتوهم الذي يشغله الجسم وينفذ فيه أبعاده‪( ،‬الجنابي‪.)2000 ،‬‬
‫ومع أن التعريف اللغوي حاول أن يضبط مصطلح المكان ككلمة ‪ ،‬إال أننا نجد ان مفهومه يحمل أكثر من مفهوم وأكثر‬
‫من داللة ‪ ،‬نضرا الرتباطه بما هو موجود سواء كان ذلك الموجود محسوسا أو مدركا‪ ،‬فالمكان يأخذ تعريفه بناء على‬
‫الدراسة التي تتناوله ‪ ،‬إال أن جميع الدراسات التي تناولت المفهوم تتفق في كونها تخرجه من إطاره الجغرافي الجامد‬
‫‪ ،‬إلى إطار آخر يكيفه الخيال والفكر فيحمل بدوره داللتهما‪ ،‬فنجد أن هناك من ربط مفهوم المكان بالوضع االجتماعي‬
‫الذي يعيشه الفرد على اعتبار أن المكان ‪ «:‬هو المكان االجتماعي الذي يحتوي على خالصة التفاعل بين اإلنسان‬
‫ومجتمعه ‪( ».‬شاهين ‪ ،2001،‬ص‪ .)12.‬في حين هناك من ربطه بالعقل واألفكار الفطرية مثل‪ :‬ديكارت‪ ،‬أما عند‬
‫علماء الهندسة والمحدثين فتكاد تتقارب وجهات النظر بينهم باعتبار المكان وسط ذو أكثر من بعد‪( .‬سعدية‪.)2008 ،‬‬
‫وعليه فإن تعدد وجهات النظر بالنسبة للمكان يدل على أهميته وتعدد دالالته‪ ،‬كيف ال وقد تناولته أكثر من دراسة ‪,‬‬
‫وأكثر من وجهة رأي للعديد من العلماء‪،‬‬

‫المراجع‬
‫)‪ (2‬الدليمي‪ ،‬منصور نعمان نجم (‪ :)1999‬المكان في النص المسرحي‪ .‬دار الكندي‪ .‬األردن‪.‬‬
‫)‪ (3‬بدوي‪ ،‬عبدالرحمن (‪ :)1984‬الموسوعة الفلسفية‪ .‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫)‪ (4‬ديفيز‪ ،‬دس ()‪ :‬المفهوم الحديث للمكان والزمان‪ .‬ترجمة د‪ .‬السيد عطا ‪.‬‬
‫)‪ (6‬رسول‪ ،‬محمد رسول (‪ :)2001‬المعرفة النقدية‪ .‬دار الكندي‪ .‬األردن‪.‬‬
‫)‪ (8‬راسل‪ ،‬برتراند ‪ :)2009( 7‬حكمة الغرب‪ .‬الفلسفة الحديثة والمعاصرة‪ .‬ترجمة د‪ .‬فؤاد زكريا‪ .‬عالم المعرفة‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ .‬الكويت‪.‬‬
‫)‪ (9‬باشالر‪ ،‬جاستون (‪ :)1980‬جماليات المكان‪ .‬ترجمة غالب هلسا‪ .‬بغداد ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أسماء شاهين‪ ،‬جماليات المكان في روايات جبرا إبراهيم جبرا‪.‬‬
‫)‪ (1‬محمد جبريل ‪ ،‬مصر المكان ‪ ،‬دراسة في القصة والرواية ‪ ،‬طبع بالهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية ‪،‬‬
‫مصر ط‪.2000 - 2‬‬
‫)‪ (2‬المنجد في اللغة واألعالم ‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ ،‬ط‪. 1975 ، 22‬‬
‫(‪ )3‬أسماء شاهين‪ ،‬جماليات المكان في روايات جبرا إبراهيم جبرا‪ ،‬دار الفارس للنشر والتوزيع األردن‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫‪ -4‬سعدية بن يحيى‪ ،‬داللة المكان في روايـة عابر سريـر ألحالم مستغانمي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ 1-‬الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين‪ ،‬معجم لغوي تراثي‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ 2-‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور اإلفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬م‪ .‬س ‪.‬‬
‫‪ 3-‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي‪ ،‬قاموس المحيط‪ ،‬ط‪ ،2007 ،2‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ 4-‬إبراهيم مصطفى وآخرون (مجمع اللغة العربية ‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬ط‪ ،2004 ،4‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ص ‪.806‬‬
‫سورة يسين‪ ،‬اآلية ‪. 67‬‬
‫سورة مريم‪ ،‬اآلية ‪. 16‬‬
‫سورة مريم‪ ،‬اآلية ‪.57‬‬
‫‪ 1‬لويس معلوف‪ ،‬المجد في اللغة واألدب والعلوم‪ ،‬ط ‪ ،2010 ،19‬المطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.‬‬
‫‪ 2‬عبد المالك مرتاض‪ ،‬تحليل الخطاب السردي‪ ،‬م‪ .‬س ‪.‬‬
‫‪ 4‬علي بن حامد الجرجاني‪ ،‬التعريفات‪ ،‬تحقيق إبراهيم األنباري‪ ،‬ط‪ ،1998 ،4‬دار الكتب العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ 5‬عبد المالك مرتاض‪ ،‬تحليل الخطاب السردي‪ ،1995 ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ 6‬مهدي عبيدي‪ ،‬جماليات المكان في ثالثية حنا منا‪ ،2011 ،‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫‪ 3:‬حسين مجيد العبيدي‪ .‬نظرية المكان في فلسفة ابن سينا‪ ،‬بغداد‪ :‬دار الشؤون الثقافية العامة‪.1987 ،‬‬
‫‪ 4‬إبراهيم جنداري جمعة‪ ،‬الفضاء الروائي عند جبرا أبراهيم جبرا‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة الموصل‪ :‬كلية اآلداب‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫‪ .5‬قيس كاظم الجنابي‪ .‬ثالثية الراووق الرؤية والبناء ودراسة في األدب الروائي عبد الخالق الركابي‪ ،‬بغداد‪ :‬دار‬
‫الشؤون الثقافية العامة (آفاق عربية) ط‪.2000 ،1‬‬
‫ارتباطات الفضاء‪:‬‬
‫الفضاء والمكان‪:‬‬
‫ولج مصطلح )‪ (espace‬أو)‪ (space‬والذي يقابل مصطلح (الفضاء) الدراسات العربية بفعل الترجمة‪ ،‬التي ضمت‬
‫للغتنا وأغنتها بكم زاخر من المصطلحات والمفاهيم الغربية‪ ،‬اذ يشيع استخدام مصطلح "الفضاء" في الوسط النقدي‬
‫الغربي‪ ،‬والذي يعنونون به كتبهم ومقاالتهم‪ ،‬في حين يظهر مصطلح "المكان على استحياء؛ ألداء غايات يرتضيها‬
‫أصحابها‪ ،‬بينما نجد ان النقاد العرب ال يصطنعون مصطلح "الفضاء" في كتاباتهم النقدية بخاصة‪ ،‬إنما يحتل مصطلح‬
‫"المكان" عندهم مقاما طباعيا أكبر‪( .‬مرتاض‪ ،1998 ،‬ص‪.)142-141 .‬‬
‫والدراسات الفلسفية الحديثة تقابل مصطلح )‪ (space‬في اللغة االنجليزية بمصطلح المكان ال الفضاء في اللغة العربية‪،‬‬
‫يقول جميل صليبا في معجمه الفلسفي‪ :‬أن المكان )‪ (space‬هو الموقع وجمعه أمكنة وهو المحل المحدد الذي يشغل‬
‫الجسم‪ .‬ويعرفون هذا الشيء بانه‪ :‬وسط غير محدد يشتمل على األشياء‪ ،‬ومتصل ومتجانس ال تمييز بين اجزائه وذو‬
‫ابعاد ثالثة هي الطول والعرض واالرتفاع ويمكن بناء اشكال متشابهة فيه ‪(.‬خضر‪ ،‬ص‪.)117.‬‬
‫وهذا التعريف يهمنا في ابعاد كثيرة‪ ،‬فقولهم انه وسط غير محدد احتراز من الوسط المحدد‪ ،‬وقولهم انه يشتمل على‬
‫األشياء دليل على انه غير فارغ اي معنى متصل فإخراج منهم لفظة االنفصال‪ ،‬وهم يعنون بعدم التمييز بين أجزائه‬
‫انه متجانس وغير عشوائي‪ ،‬وبذلك نستطيع أن نبني منه اشكاال متشابهة هذا فضال عن تميزه باألبعاد الثالثة المعروفة‬
‫وهذا ما ذهب إليه اللغويين الفالسفة العرب‪( .‬خضر‪ ،‬ص‪.)117.‬‬
‫كما ان بعضهم يرفض لفظة "الفضاء" ويرتضي تسميته بمسميات اخرى‪ ،‬كما فعل "عبد المالك مرتاض" الذي‬
‫يستعيض عنه بمصطلح أخر هو "الحيز"‪ ،‬إذ پری من منظوره الخاص أن المفهوم األول «قاصر بالقياس إلى الحيز؛‬
‫ألن الفضاء من الضرورة أن يكون معناه جاريا في الخواء والفراغ‪ ،‬بينما الحيز لدينا ينصرف استعماله إلى النتوء‬
‫والوزن والثقل والحجم والشكل‪ ،‬على حين أن المكان تريد أن نفقه في العمل الروائي على مفهوم الحيز الجغرافي‬
‫وحده»‪( .‬مرتاض‪ ،1998 ،‬ص‪.)141 .‬‬
‫وبصدد بحثنا في قضية الفضاء وعالقته بالمكان نجد ان "حسن نجمي" يشير إلى ملحوظة ذات أهمية في هذا الصدد‪،‬‬
‫مفادها أن "غالب هلسا" ارتكب خطأ فادحا‪ ،‬حين أقدم على ترجمة عنوان کتاب (‪)La poétique del ' espace‬‬
‫"شعرية الفضاء" لغاستون باشالر )‪ (Gaston Bachelard‬إلى "جماليات المكان"‪ ،‬وهي الجناية األولى التي شوهت‬
‫خصوصية هذين المصطلحين‪ ،‬وتركت ظاللها على دراساتنا فيما بعد‪( .‬نجمي‪ ،‬ص‪10 .)42 .‬‬
‫والحال أن المقابل العربي لمصطلح " ‪" l ' espace‬هو "الفضاء"‪ ،‬كما أن المقابل العربي المصطلح (‪ )Le lieu‬هو‬
‫"المكان"‪ .‬ومن يقارن بين عنواني الكتاب سيخرج بنتيجة واحدة مفادها ان "هلسا" قرن بين مصطلحي الفضاء والمكان‬
‫واعتبرهما وفق وجهة نظره سيان ويشيران إلى مفهومين متطابقين‪ ،‬ولربما كان لقصر باع النقد العربي ذاته اتجاه‬
‫مقولة الفضاء الدور األكبر في إغفال هذا الخلط وعدم تناول األقالم النقدية له‪( .‬روزو‪.)2010 ،‬‬
‫كما ان قضية الفضاء والمكان أثيرت في ندوة "الرواية العربية" التي أقيمت بمدينة فاس سنة ‪ ،1979‬وذلك حين قسم‬
‫"هلسا" في دراسته الموسومة ب "المكان في الرواية العربية" المكان إلى ثالثة أقسام هي‪ :‬المكان المجازي‪ ،‬والمكان‬
‫الهندسي‪ ،‬والمكان كتجربة معاشه‪( ،‬هلسا‪ ،1981 ،‬ص‪.)225-217 .‬‬
‫وما كان من "محمد برادة" إال أن دحض هذا التقسيم قائال‪« :‬ال يمكن تقسيم األمكنة أو الفضاءات في هذا الحال إلى‬
‫مجازية ألنها كلها مجازية ال تساوي الواقع (‪ )...‬كما ال يمكن أن نقول‪ :‬مكان هندسي أو مكان معاش ألن جميع األمكنة‬
‫لها أبعاد هندسية قد يصفها الكاتب وقد ال يصفها وقد يستنبطها من خالل إحساساته الداخلية‪ ،‬والمكان العادي يظل‬
‫بدوره فضاء (‪ )...‬ان هذه التضيفات (‪ )...‬تعوم إدراكنا ألهمية الفضاء»‪( ،‬ملتقى الرواية العربية‪ ،‬ص‪.)396 .‬‬
‫وقد عزا "هلسا" السبب في تقسيمه هذا الى أسباب منهجية بقولة‪« :‬إن ما أعنيه بالمكان هذا هو المكان البسيط ذو‬
‫األبعاد الثالثة‪ :‬وقد اضطررت األسب اب منهجية أن أعزله عن الزمان والحركة رغم استحالة العزل فعليا (‪ )...‬أفعل‬
‫ذلك لدواع منهجية ال عالقة لها بالرؤيا»‪( .‬ملتقى الرواية العربية‪ ،‬ص‪.)400 .‬‬
‫وقد أشار "لحميداني" في كتابه "بنية النص السردي" الى ان الفضاء مفهوم أوسع واشمل من المكان‪ ،‬وانه مجموع‬
‫األمكنة‪( ،‬لحميداني‪ ،‬ص‪ ،)64.‬فالمكان جزء من الفضاء‪ ،‬والفضاء أعم منه واشمل‪ ،‬وهذا الوصف للفضاء نجده أيضا‬
‫في مفهوم "سعيد يقطين" للفضاء اذ يشير الى ان «الفضاء أعم من المكان ألنه يشير إلى ما هو أبعد وأعمق من التحديد‬
‫الجغرافي» (يقطين ‪ ،1997،‬ص‪ ،)240.‬ويتفق مع هذا القول "سمر روحي الفيصل" بقوله‪« :‬إن مصطلح الفضاء‬
‫أكثر شموال واتساعا من مصطلح المكان»‪( ،‬الفيصل‪ ،2003،‬ص‪.)74 .‬‬
‫وقد ذهب "أحمد مرشد" الى ذات الوصف حين ميز بين المكان والفضاء في الرواية‪ ،‬فأطلق مصطلح الفضاء على‬
‫مجموع األماكن التي تم بناؤها في النص الروائي‪ ،‬ف الفضاء أشمل وأوسع من معنى المكان‪ ،‬والمكان بهذا المعنى هو‬
‫اللبنات والوحدات اواالجزاء التي يتكون منها الفضاء‪( .‬مرشد‪ ،2005 ،‬ص‪ ،)130 .‬كما تتفق "حلومه التيجاني" أيضا‬
‫مع هذا التصور فتقول‪« :‬وقد شهد المكان تطورا فاصطلح على تسميته بالفضاء‪ ،‬ذلك أن الفضاء أوسع من المكان وقد‬
‫يحتوي آالف األماكن وتتحول األماكن إلى فضاءات إن هي احتوت على أماكن وهكذا فالفضاء سلسلة ال متناهية من‬
‫األماكن»‪( .‬التيجاني‪ ،2013 ،‬ص‪.)133 .‬‬
‫والفضاء في نظر محمد البوريمي" "مصطلح متسع الداللة يحتوي على أشياء متباينة ومتعددة ال حصر لها‪ ،‬بدءا من‬
‫المس احة الورقية التي يتحقق عبر بياضها جسد الكتابة إلى مكان الزمان‪/‬األشياء ‪/‬اللغة‪/‬األحداث التي تقع تحت سلطة‬
‫إدراكنا عبر أنماط السرد والتي تمثل عالم الرواية‪( .‬الجابري‪ ،2011 ،‬ص‪.)245 .‬‬
‫والفضاء حاالت وانطباعات شعورية حول األمكنة‪ ،‬هذه األخيرة التي تخضع لضوابط في الرواية‪ ،‬متمثلة عادة بلحظات‬
‫الوصف‪ ،‬وهي لحظات متقطعة أيضا‪ ،‬تتناوب في الظهور مع السرد أو المقاطع الحوارية‪ ،‬ثم إن تغيير األحداث‬
‫وتطورها يفترض تعدد األمكنة‪ ،‬والتي نطلق عليها اسم فضاء‪ ،‬وهذا معنى أوسع وأشمل من معنى المكان‪ ،‬والمكان‬
‫هو مكون من مكونات الفضاء‪ ،‬ومادامت األمكنة في الرواية غالبا ما تكون متعددة ومتفاوتة فإن فضاء الرواية هو‬
‫الذي يلفها جميعا‪( .‬الحمداني‪ ،‬ص‪.)63 - 62 .‬‬
‫ويرى هايدجر أنه ال يمكن فصل اإلنسان عن بيئته؛ فاإلنسان عالقته تكمن باألمكنة وعبر األمكنة بالفضاءات‪ ،‬إنها‬
‫تكمن في السكن؛ إذ إن السكن هو الحقيقة الجوهرية للوجود‪ .‬والمكان عند (نوبيرج‪ -‬شولز) هو شيء أكثر من موقع‬
‫تجريدي‪ ،‬بل هو كلية ناتجة عن أشياء واقعية تمتلك جوهرا ماديا وشكال وملمسا ولونا‪ .‬كل هذه السمات معا تحدد صفة‬
‫المكان‪( .‬شولز‪ ،1996،‬ص‪.)20.‬‬
‫وهذا ما ذهبت إليه "يمنى العيد" حول هذه النقطة بالتحديد «يتسع فضاء الرواية األكثر من صوت من أصوات‬
‫شخوصها‪ ،‬وتتفاوت مستويات الكالم تفاوت الفئات االجتماعية التي تنتمي إليها هذه الشخوص»‪( ،‬العيد‪ ،1998 ،‬ص‪.‬‬
‫‪ ،)57‬أي ما إن تتفاعل الشخصيات مع األحداث في المكان تخلق ما يسمى بالفضاء الروائي‪ ،‬الذي ال يمكن تصوره‬
‫في عمل روائي دون شخصيات‪( .‬مشلق‪ ،2016 ،‬ص‪.)21 .‬‬
‫نجد مما سبق ان الفضاء مفهوم أوسع واشمل من مفهوم المكان‪ ،‬بل وانه مجموع األماكن‪ ،‬وان المكان او االماكن‬
‫هي الوحدات التي يتكون منها الفضاء‪ ،‬كما ان األماكن تنتج من تفاعل الموجودات في الموضع المعين‪.‬‬
‫)‪(1‬حميد لحميداني‪ ،‬بنية النص السردي من منظور النقد األدبي ‪.‬‬
‫)‪(2‬سعيد يقطين‪ ،‬قال الراوي‪ ،‬البنيات الحكائية في السيرة الشعبية‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طا‬
‫‪1997‬م ‪.‬‬
‫)‪ (3‬سمر روحي الفيصل‪ ،‬الرواية العربية‪ ،‬البناء والرؤيا‪ ،‬مقاربات نقدية‪ ،‬منشورات اتحاد كتاب العرب‪ ،‬دمشق‬
‫ط‪2003‬م ‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ ،‬أحمد مرشد‪ ،‬البنية والداللة في روايات إبراهيم نصر هللا‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫طا ‪2005‬م ‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬حكومة التيجاني‪ ،‬البنية السردية في قصة النبي إبراهيم "دراسة تحليلية سيميائية في الخطاب القرآني‪ ،‬دار‬
‫مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪2013 ،1‬م‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬فوزية لعيوس غازي الجابري‪ ،‬التحليل البنيوي للرواية العربية‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬طا‬
‫‪2011‬م‪.‬‬

‫(‪ )3‬يمنى العيد‪ ،‬فن الرواية العربية بين خصوصية الحكاية وتميز الخطاب‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1998 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬سعاد مشلق‪ ،‬جماليات المكان في رواية "رحمة" ل‪":‬نجاة مزهود"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة محمد خضير‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫(‪ )12‬نوبرج شولز‪ ،‬کترستيان (‪ )1996‬الوجود والفضاء وفن العمارة‪ ،‬ترجمة سمير علس‪ .‬بغداد‪.‬‬
‫‪ -6‬خالد حسن خصر‪ ،‬المكان في رواية الشماعية للروائي عبد الستار ناصر‪ ،‬مجلة كلية اآلداب‪ ,‬العدد ‪ ،102‬جامعة‬
‫بغداد‪.‬‬
‫‪ :13‬حميد الحمداني‪ ،‬بنية النص السردي‪.‬‬
‫‪ (6‬عبد المالك مرتاض‪ ،‬في نظرية الرواية ابحث في تقنيات السرد"‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪،‬‬
‫الكويت‪.1998 ،‬‬
‫)‪ : (8‬فهد حسين‪ ،‬المكان في الرواية البحرينية "دراسة نقدية"‪ ،‬فراديس للنشر و التوزيع‪ ،‬البحرين‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫)‪ (9‬عبد الصمد زايد‪ ،‬المكان في الرواية العربية الصورة و الداللة"‪ ،‬كلية اآلداب منوبة‪ ،‬دار محمد علي للنشر‪،‬‬
‫الجمهورية التونسية‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬حسن نجمی‪ ،‬شعرية الفضاء السردي‪.‬‬
‫‪ -1111‬روزو نصير‪ ،‬إشكالية الفضاء والمكان في الخطاب النقدي العربي المعاصر‪ ،‬بحث منشور في مجلة كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬جامعة محمد خضير‪ ،‬الجزائر‪.2010،‬‬
‫)‪ (11‬غالب هلسا‪" ،‬المكان في الرواية العربية"‪ ،‬مجموعة من الباحثين‪ ،‬الرواية العربية "واقع وآفاق"‪ ،‬دار ابن رشد‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬ط ‪.1981 ،1‬‬
‫)*( يذكر محمد عزام أن دراسة هلسا هي أول دراسية عربية نبهت النقاد والباحثين إلى أهمية المكان في اإلبداع‬
‫الروائي العربي‪ .‬ينظر‪ :‬محمد عزام‪ ،‬فضاء النص الروائي "مقارنة بنيوية تكوينية في أدب نبيل سليمان"‪ ،‬دار‬
‫الحوار للنشر والتوزيع‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص ‪.55‬‬
‫)**(يقرن النقاد العرب بين مصطلحي "الفضاء" و "المكان" ويجعالنهما سيان‪ ،‬وسنوضح هذه الفكرة الحقا‪.‬‬
‫)‪ (12‬مجموعة من الباحثين‪ ،‬الرواية العربية واقع وآفاق"‪( ،‬ضمن مناقشات ملتقى الرواية العربية الجديدة) ‪.‬‬
‫(‪ )14‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1997 ،1‬‬
‫جيرار جينيت وآخرون‪ ،‬الفضاء الروائي‪ ،‬تر‪ :‬عبد الرحيم خزل‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪2002‬‬
‫م‪.‬‬

‫مفهوم الفضاء المعماري‪:‬‬


‫استحوذ مفهوم الفضاء المعماري (‪ ) Space‬على حيز كبير من تفكير الفالسفة والمعماريين والباحثين على مدى‬
‫التاريخ‪ ،‬وذكر في بعض الطروحات بانه الخصوصية الوظيفية للفرد أو المجتمع داخل المكان وانه االدراك الحسي‬
‫واالرتباط الذهني فضال عن اشارته حول وجود الجدران كعناصر اساسية لخدمة استمرارية الفضاء الشامل‪ ،‬كما‬
‫وطرح (‪ )Zevi‬أن حركة اإلنسان والطريقة التي ينظر بها للفضاء تعطيه السر الخاص به‪ ،‬وبذلك فهو يربط بين‬
‫الفضاء وطريقة أدراكه من قبل المتلقي (‪ ، )Zevi, 1972, P .625‬كما دعا (‪ )Charles Moore‬إلى تجاوز التعصب‬
‫حول المفهوم الحديث للفضاء‪ ،‬فقد عرف الفضاء‪ :‬بانه شريحة يقتطعها المعماري من فضاء كلي مستمر‪ ،‬كما أشار‬
‫الى ان تصميم الف ضاء يعني برمجة الفضاء الكلي الحر بأشكال مقطوعة منه ذات شكل محدد وبمقياس معرف‪.12( .‬‬
‫‪.)Moore, 1979, p‬‬
‫والفضاء المعماري فضاء تجريبي مرتبط باإلنسان وإدراكه‪ ،‬وهو جملة اإلدراكات المتعاقبة لألمكنة‪ .‬وبتطور مفهوم‬
‫الفضاء‪ ،‬عند الفنانين التشكيلين في القرنين الرابع والخامس عشر خالل عصر النهضة في إيطاليا والفضاء المعماري‬
‫في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ ،‬نظر إليه بأنه فضاء ال متنا‪ ،‬ويتوسع دون عوائق في كافة‬
‫االتجاهات‪ ،‬ومقاس ومعرف‪ ،‬وله عالقة خاصة بالناظر‪ ،‬إما الناظر أو الفضاء في حركة‪ .‬والفضاء المتحرك يتبلور‬
‫في فكرة التداخل بين الداخل والخارج‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
Zevi, Bruno, "Architecture", in (Encyclopedia of World Art), Vol. I. McGraw-Hill Book Co.,
Inc., New York, 1972.
Moore, Charles and Allen, Geralld, "Dimension Space Shape and Scale in Architecture",
Architecture Record Books, New York, 1979.

You might also like